تعليق الشيخ على مسألة الإحتجاج بالقدر . حفظ
الشيخ : وهذا هو أحد التأويلين في حديث المحاجة التي وقعت بين موسى وآدم ، فإن آدم لما عاتبه موسى عليه الصلاة والسلام ، قال له : أتلومني على شيء قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فحج آدم موسى ) ، يعني غلبه في الحجة ، وهذا الحديث أعني حديث المحاجة اختلف شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم في تخريجه على القواعد الشرعية : فشيخ الإسلام رحمه الله قال : إن آدم احتج بالقدر على المصيبة التي حصلت ، وهي إخراجه من الجنة لا على الفعل الذي هو السبب ، ولذلك لو أن أحداً سافر وحصل عليه حادث ، فقال له بعض الناس سيقول : هذا بقدر الله ، ليس يحتج على سفره ، لأنه ما سافر ليحصل الحادث ، ولكن يحتج على الحادث الذي حصل ، فيقول شيخ الإسلام : " هذا حجة بالقدر على المصائب ، لا على المعايب" ، أما ابن القيم رحمه الله فنحا نحواً آخر ، وقال : " إن الاحتجاج بالقدر مع الاستقامة لا بأس بها " ، فإذا وقع من الإنسان زلة ، وعوتب عليها ، وقال مع توبته قال : والله هذا أمر قدّره الله علي ، وأنا أعرف أن الحليم لا يفعله ، والملتزم لا يفعله ، لكن هذا شيء مقدر ، حصل مني فلتة ، فهذا لا بأس به ، لأنه إيش ؟
الطلاب : ...
الشيخ : إيش ؟
الطلاب : ...
الشيخ : نعم ، لأنه سلّم فوض أمره إلى الله ، وهو لم يحتج بالقدر ليستمر في معصيته ، ولذلك احتج الله تعالى بالقدر تسليةً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً )) تسليةً له ، مع أن الذين قالوا : لو شاء الله ما أشركنا ، أبطل الله حجتهم ، لأن هؤلاء احتجوا بريب فعلهم واستمرارهم عليه ، وأما الاحتجاج بالقدر لغرض آخر فهذا حق ، وكلا الوجهين حق ، كلا الوجهين حق ، ويرجح كلام شيخ الإسلام رحمه الله أنه عليه الصلاة والسلام أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه ، وهداه الله تعالى بعد ذلك ، وتاب عليه واجتباه ، فموسى عليه الصلاة والسلام أكرم وأفقه وأبر من أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه ، فتوجيه شيخ الإسلام أقوم ، لكن في حديث علي وفاطمة ، لا يتأتى إلا ما ذهب إليه ابن القيم ، في أن هذا احتجاج بإيش ؟
الطالب : بالقدر
الشيخ : بالقدر بعد وقوع الشيء ، لا للاستمرار
فيه ، ومع ذلك لا نقول : إن الرسول عليه الصلاة والسلام ارتضى ذلك الجواب رضىً تاماً
، لأنه انصرف وهو يقول : ( يضرب على فخذه عليه الصلاة والسلام ، ويقول : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا )) ) ، فيفهم من هذا أن علي بن أبي طالب قال ذلك الاعتذار على سبيل المجادلة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن أنفسهما بيد الله عز وجل ، وأنه لو شاء الله لبعثهم ، لكن لا بد من تفريط ،
في وقتنا الحاضر قد جعل الله تعالى أسباباً والحمد لله ، أسباباً يستطيع الإنسان أن يقوم بها متى شاء ، مثل ؟
الطالب : الساعات
الشيخ : إي ، مثل الساعات المنبهة ، الساعات المنبهة هذه تنبه ، لكن بعض الناس يكون مستغرقاً في النوم ، إذا سمع تنبيهها غمزها وسكتها ، فنقول : أبعدها عنك ، قال لي بعض الشباب : إذا أبعدها عنه لا يسمع ، وإن قرّبها إليه سكّتها .
الطلاب : ...
الشيخ : إيش ؟
الطلاب : ...
الشيخ : نعم ، لأنه سلّم فوض أمره إلى الله ، وهو لم يحتج بالقدر ليستمر في معصيته ، ولذلك احتج الله تعالى بالقدر تسليةً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً )) تسليةً له ، مع أن الذين قالوا : لو شاء الله ما أشركنا ، أبطل الله حجتهم ، لأن هؤلاء احتجوا بريب فعلهم واستمرارهم عليه ، وأما الاحتجاج بالقدر لغرض آخر فهذا حق ، وكلا الوجهين حق ، كلا الوجهين حق ، ويرجح كلام شيخ الإسلام رحمه الله أنه عليه الصلاة والسلام أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه ، وهداه الله تعالى بعد ذلك ، وتاب عليه واجتباه ، فموسى عليه الصلاة والسلام أكرم وأفقه وأبر من أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه ، فتوجيه شيخ الإسلام أقوم ، لكن في حديث علي وفاطمة ، لا يتأتى إلا ما ذهب إليه ابن القيم ، في أن هذا احتجاج بإيش ؟
الطالب : بالقدر
الشيخ : بالقدر بعد وقوع الشيء ، لا للاستمرار
فيه ، ومع ذلك لا نقول : إن الرسول عليه الصلاة والسلام ارتضى ذلك الجواب رضىً تاماً
، لأنه انصرف وهو يقول : ( يضرب على فخذه عليه الصلاة والسلام ، ويقول : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا )) ) ، فيفهم من هذا أن علي بن أبي طالب قال ذلك الاعتذار على سبيل المجادلة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن أنفسهما بيد الله عز وجل ، وأنه لو شاء الله لبعثهم ، لكن لا بد من تفريط ،
في وقتنا الحاضر قد جعل الله تعالى أسباباً والحمد لله ، أسباباً يستطيع الإنسان أن يقوم بها متى شاء ، مثل ؟
الطالب : الساعات
الشيخ : إي ، مثل الساعات المنبهة ، الساعات المنبهة هذه تنبه ، لكن بعض الناس يكون مستغرقاً في النوم ، إذا سمع تنبيهها غمزها وسكتها ، فنقول : أبعدها عنك ، قال لي بعض الشباب : إذا أبعدها عنه لا يسمع ، وإن قرّبها إليه سكّتها .