حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها ) حفظ
القارئ : قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب التهجد : باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب .
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به ، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ، وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها )
الشيخ : سبق لنا في حديث علي ، أن علياً رضي الله عنه احتج بالقدر ، وأن جواب النبي صلى الله عليه وسلم له ليس صريحاً في الإنكار ، ولا بيناً في الإقرار ، لأنه ذهب عليه الصلاة والسلام وهو مول يضرب فخذه يقول : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً )) فهل الرسول عليه الصلاة والسلام رضي احتجاج علي بالقدر ؟ أو نقول : إن الرسول لم يرض ذلك ؟ ليس فيه شيء صريح ، فاحتج بهذا الجهمية الذين هم الجبرية الذين يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله ، وليس له فيه إرادة ، كما احتجوا أيضاً بحديث محاجة آدم موسى ، ولكن ليس لهم في ذلك حجة ، لأن علي بن أبي طالب إنما نسب عدم صلاته إلى الله لأنه نائم ، والنائم لا ينسب فعله إليه ، والدليل على أنه لا ينسب فعله إليه قول الله تعالى في أصحاب الكهف : (( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )) ، فنسب تقلبهم إليه عز وجل ، لأنه بغير إرادة ، والحديث المشهور : أن النائم يرفع عنه القلم ، لكن بقي أن يقال : هل يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر في أمر مضى وانتهى مع توبته إلى الله ؟ نقول : نعم ، يجوز أن يحتج بالقدر بعد أن يتوب ويرجع إلى الله ، لأن هذا يقع كثيراً ، فمثلاً : لو أن رجلاً غلبته نفسه فزنى ثم تاب إلى الله ، ورجع إلى الله ، وليم على ذلك ، فله إيش ؟ أن يحتج بالقدر ، يقول : والله هذا ليس من شأني ، وليس من دأبي ، وأنا أكره هذا ، لكن هذا أمر أراده الله وقضاه وإني تائب إلى الله عز وجل من ذلك ، فهذا له أن يحتج ، لأنه لما تاب إلى الله انمحى عنه اللوم إطلاقاً ، فله أن يحتج ، وقد سلك هذا المسلك ابن القيم رحمه الله ، واحتج بحديث علي ، أما الذين يحتجون بالقدر على ما فعلوا ، ليستمروا على ما هم عليه ، فهؤلاء حجتهم داحضة ، لأن الذين أشركوا يقولون إيش ؟ (( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) ، فلو قيل للعاصي المصر على معصيته : اتق الله ، لا يمكن أن يحتج بالقدر ، لأن هذه حجة باطلة ، لكن لرجل تاب وقال : يا جماعة هذا شيء غصب عني ، هذا شيء مكتوب وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإلى الله أستغفر وأتوب ، فهذا حق ، أن الإنسان قد يعمى ، ولذلك من كلمات العوام ، يقولون : إذا حل القدر ، إيش؟
الطالب : عمي البصر .
الشيخ : عمي البصر ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشيطان .
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به ، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ، وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها )
الشيخ : سبق لنا في حديث علي ، أن علياً رضي الله عنه احتج بالقدر ، وأن جواب النبي صلى الله عليه وسلم له ليس صريحاً في الإنكار ، ولا بيناً في الإقرار ، لأنه ذهب عليه الصلاة والسلام وهو مول يضرب فخذه يقول : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً )) فهل الرسول عليه الصلاة والسلام رضي احتجاج علي بالقدر ؟ أو نقول : إن الرسول لم يرض ذلك ؟ ليس فيه شيء صريح ، فاحتج بهذا الجهمية الذين هم الجبرية الذين يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله ، وليس له فيه إرادة ، كما احتجوا أيضاً بحديث محاجة آدم موسى ، ولكن ليس لهم في ذلك حجة ، لأن علي بن أبي طالب إنما نسب عدم صلاته إلى الله لأنه نائم ، والنائم لا ينسب فعله إليه ، والدليل على أنه لا ينسب فعله إليه قول الله تعالى في أصحاب الكهف : (( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )) ، فنسب تقلبهم إليه عز وجل ، لأنه بغير إرادة ، والحديث المشهور : أن النائم يرفع عنه القلم ، لكن بقي أن يقال : هل يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر في أمر مضى وانتهى مع توبته إلى الله ؟ نقول : نعم ، يجوز أن يحتج بالقدر بعد أن يتوب ويرجع إلى الله ، لأن هذا يقع كثيراً ، فمثلاً : لو أن رجلاً غلبته نفسه فزنى ثم تاب إلى الله ، ورجع إلى الله ، وليم على ذلك ، فله إيش ؟ أن يحتج بالقدر ، يقول : والله هذا ليس من شأني ، وليس من دأبي ، وأنا أكره هذا ، لكن هذا أمر أراده الله وقضاه وإني تائب إلى الله عز وجل من ذلك ، فهذا له أن يحتج ، لأنه لما تاب إلى الله انمحى عنه اللوم إطلاقاً ، فله أن يحتج ، وقد سلك هذا المسلك ابن القيم رحمه الله ، واحتج بحديث علي ، أما الذين يحتجون بالقدر على ما فعلوا ، ليستمروا على ما هم عليه ، فهؤلاء حجتهم داحضة ، لأن الذين أشركوا يقولون إيش ؟ (( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) ، فلو قيل للعاصي المصر على معصيته : اتق الله ، لا يمكن أن يحتج بالقدر ، لأن هذه حجة باطلة ، لكن لرجل تاب وقال : يا جماعة هذا شيء غصب عني ، هذا شيء مكتوب وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإلى الله أستغفر وأتوب ، فهذا حق ، أن الإنسان قد يعمى ، ولذلك من كلمات العوام ، يقولون : إذا حل القدر ، إيش؟
الطالب : عمي البصر .
الشيخ : عمي البصر ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشيطان .