حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى ) ، وهذا النزول حقيقي ، ينزل هو
سبحانه وتعالى ، وكل فعل أضافه الله لنفسه فهو حقيقة ، وهذه القاعدة أخذناها من كون القرآن ؟
الطالب : عربياً
الشيخ : عربياً ، فمثلاً : إن الله تعالى خلق السماوات والأرض ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم ،
كل هذه حقيقة ، خلق من ؟ الله ، ثم استوى على العرش ، الله ، يعلم ما يلج ، الله ، وهو معكم ، أي الله ، ولكن هذه المعية ، هل معناها أنه في الأرض ؟ لا ، فهو معنا ، وهو في السماء عز وجل ، فكل ما أضافه الله لنفسه فهو له حقيقة ،فقوله : ( ينزل ربنا ) نقول : ينزل عز وجل هو حقيقة ، لكن كيف ينزل ؟ يحرم السؤال عنه ، ولا نعلمه ، ينزل نزولاً يليق به عز وجل ولا نعلم كيفيته ، لأن الله أخبرنا أنه ينزل ، ولم يخبرنا كيف ينزل ، وسامي مستغرق في المراجعة نعم ... ، ليس معنا إلا بالجسم ، وقوله : ( ينزل ربنا ) ، لا يلزم منه أن يكون السماء الثانية وما فوقها فوقه ، لأن هذا مستحيل إذ أن العلو وصف ذاتي لله عز وجل لا ينفك عنه أبداً ، ولو قلنا : بأنه ينزل إلى السماء الدنيا وتكون السماء فوقه ، لكان هذا منافياً لعلوه الذاتي ، وأما من قال : ( ينزل ربنا ) ، أي تنزل رحمته فهذا غلط ، لأن الرحمة لا يمكن أن تقول إيش ؟ الطالب : ( من يدعوني فأستجيب له )
الشيخ : ( من يدعوني فأستجيب له ) ، أيضاً الرحمة لا تختص بالثلث الأخير من الليل ، وأيضاً أي فائدة لنا برحمة تنزل إلى السماء الدنيا ، ولا تصل إلى الأرض ؟ وكذلك أيضاً من قال : ينزل أمره ، نقول : هذا أبعد وأبعد ، فإن الأمر لا يمكن أن يقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) ، ثم إن المؤمن لا يمكن أن يستغفر الأمر ، ويقول : يا أمر الله اغفر لي ، ثم إن أمر الله ينزل كل وقت وحين ، (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )) ، لكن هذه التحريفات الباطلة حمل عليها تحكيم العقل في صفات الله عز وجل ، تحكيم العقل ، وسبق لنا أن اليهود أو بني إسرائيل ،كانوا كلما أتاهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون ، فيقال : يجب علينا أن نتأدب مع الله ، ونقول : إن الله ينزل حقاً ويقول هو عز وجل حقاً ، فإن قال قائل : أي فائدة في قوله ، ونحن لا نسمعه ؟ نقول : أخبرنا عنه الصادق المصدوق ، الذي قد نتوهم السماع ، ولا نتوهم خبر الرسول عليه الصلاة والسلام ، الإنسان ربما يسمع صوتاً ولكنه يتوهمه ، لكن إذا قرأ حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يتوهم أنه خطأ ، بل هو حق ، فنقول : إن الله يقول : من يدعوني ، من يسألني ، من يستغفرني ، فإن قال قائل : ما الفائدة أنه ينزل إلى السماء الدنيا ؟ قلنا : أولاً : لا يجوز سؤال هذا السؤال ، أصلاً لا يجوز ، لأننا لا يمكن أن نسأل الله عما يفعل ، لم فعلت ؟ سبحان الله ، وعز وجل يحكم ما يريد ، (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) ، ... أن نقول : إنه إذا دنا من عباده كان ذلك أقرب إلى الإجابة ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ، فقمنٌ أن يستجاب لكم ) وأخبر أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وقوله : ( من يدعوني فأستجيب له ) هذا عام ، ( من يدعوني ) ، أي : أي إنسان يدعوني ، ولكن ليعلم أن هذا العموم مقيد بما لم يكن يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، وبأن يكون أهلاً للإجابة ، فآكل الحرام مثلاً ، آكل الحرام ليس أهلاً للإجابة والعياذ بالله ، حتى لو قام في الليل ، فإنه يبعد أن يستجاب له ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر : ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء ، يا رب يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام ، وغذي بالحرام قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنى ) إيش ؟
الطالب : يستجاب لذلك
الشيخ : ( فأنى يستجاب لذلك ) وقوله : ( من يسألني فأعطيه ) ما الفرق بين يدعوني ويسألني ؟ من يدعوني ، يقول : يا رب ، هذا نداء ،
أعطني هذا إيش ؟
الطالب : مسألة
الشيخ : سؤال ، هذا سؤال ، ولهذا فرق بين دعائه تبارك وتعالى وسؤاله ، فالدعاء يكون للطلب والسؤال للمطلوب ، ( من يستغفرني فأغفر له ) أي يطلب مغفرتي ، مغفرة الذنوب ، ( فأغفر له ) ، وهذا غاية ما يكون من الكرم ، غاية ما يكون من الكرم ، وهو عز وجل أكرم الأكرمين ، ( وهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) ، وهو يعرض عز وجل ، فيقول : (( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه )) ، ويقول جل وعلا : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) ، (( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له )) ، فهو سبحانه وتعالى يعرض التوبة على العباد حتى الذين قتلوا أولياءه وأحرقوهم بالنار ، قال فيهم عز وجل : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم )) فدل ذلك على أنهم لو تابوا لم يعذبهم الله بجهنم ، مع أنهم عذبوا أولياءه بجهنم ، الحاصل أن مذهب السلف ، وأهل السنة والجماعة وهم السلف ، أن هذا النزول حقيقي ، ثانياً : هذا النزول لا ينافي علوه ، ثالثاً : هذا النزول من أفعاله التي إن شاء فعله ، وإن شاء لم يفعله ، لأنه فعل ، ثالثاً
الطالب : رابعاً .
الشيخ : نعم ؟ خامساً .
الطالب : رابعاً .
الشيخ : رابعاً طيب ، رابعًا أن في هذا الحديث ما يمنع منعاً باتاً تحريف المحرفين الذين قالوا : إنه ينزل أمره أو رحمته ، فإن قال قائل : إذا كان ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ونحن الآن نرى أن ثلث الليل الآخر دائم ، لأنه ينتقل من أرض إلى أرض ، فهل يستلزم أن يكون نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا دائماً ؟ فنقول : لا ، لا يمكن ، وإنما يورد هذا من ظن أن نزول الله كنزول المخلوق ، وأما من قال : إنه نزول يليق بجلاله فيقول : متى كان الثلث ثلث الليل على أرض فالنزول الإلهي ؟
الطلاب : حاصل .
الشيخ : حاصل ، وإذا طلع الفجر فالنزول الإلهي انتهى بالنسبة لمن طلع عليهم الفجر ، وبقي بالنسبة لمن لم يطلع عليهم الفجر ، والله عز وجل لا يقاس بخلقه ، نعم
القارئ : في كلام للقسطلاني يا شيخ .
الشيخ : إيش ؟
القارئ : أقول : كلام للقسطلاني .
الشيخ : نعم .
القارئ : حول ما .
الشيخ : حول ما ؟
القارئ : ما .
الشيخ : ما ؟
القارئ : إي نعم .
الشيخ : ما ، إيش ما ؟
القارئ : ما يهجعون .
الشيخ : إيش ؟
القارئ : ما يهجعون .
الشيخ : إي طيب ، يحيى