فوائد حديث مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على سنة الفجر . حفظ
الشيخ : وفي هذا دليل على أن ما ورد من قول النبي عليه الصلاة والسلام لبلال : ( اجعلها في الأذان الأول لصلاة الصبح ) ، يعني الصلاة خير من النوم ، أنّ المراد بها : أنْ تكون في أذان الفجر ، في أذان الفجر الذي للفجر ، وأما الأذان الذي في آخر الليل ، فالناس وإن سموه أذاناً أولاً ، لكنه ليس كذلك بالنسبة لصلاة الفجر ، لأن الأذان لصلاة الفجر لا يكون إلا بعد ؟
الطلاب : طلوع وقتها
الشيخ : طلوع الفجر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة : ( فليؤذن لكم أحدكم ) وفي هذا الحديث أيضاً ذكر الركعتين جالساً ، لكنها بعد الوتر ، والوتر هنا لم يُذكر في هذا السياق ، كأن الراوي إما حصل له شك فيه ، أو طوى ذكره عمداً ، لكن الركعتين جالساً بعد الوتر جاءت بها السنة ، إلا أنها لا تُفعل دائماً ، بل أحياناً ، قال ابن القيم رحمه الله : " وهذا لا ينافي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اجعلوا آخر صلاتكم في الليل وترا ) ، لأن هاتين الركعتين بمنزلة الراتبة للفريضة " ، فهي تابعة ، وكون الرسول عليه الصلاة والسلام يصليهما جالساً ، إما لتعبه صلوات الله وسلامه عليه ، وإما من أجل أن يفرق بين الوتر الذي تختم به صلاة الليل وبين هاتين الركعتين ، ليبين أن هاتين الركعتين أدنى مرتبة من الوتر ، ولهذا صلاهما جالساً ، وعلى كل حال لا تُسن المداومة عليهما ، لأن كثيراً من الواصفين لتهجد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يذكرونهما ، نعم