إكمال الحديث : ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزير يصنع له فسمع أهل الدار رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقال رجل منهم ما فعل مالك لا أراه فقال رجل منهم ذاك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقل ذاك ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فقال الله ورسوله أعلم أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) قال محمود بن الربيع فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم فأنكرها علي أبو أيوب قال والله ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قط فكبر ذلك علي فجعلت لله علي إن سلمني حتى أقفل من غزوتي أن أسأل عنها عتبان بن مالك رضي الله عنه إن وجدته حياً في مسجد قومه فقفلت فأهللت بحجة أو بعمرة ثم سرت حتى قدمت المدينة فأتيت بني سالم فإذا عتبان شيخ أعمى يصلي لقومه فلما سلم من الصلاة سلمت عليه وأخبرته من أنا ثم سألته عن ذلك الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد : فقد قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ، في كتاب التطوع ، في باب صلاة النوافل جماعة ، في إكمال حديث عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه ، قال : فحبسته على خزير يصنع له ، فسمع أهل الدار ..
الشيخ : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ) .
القارئ : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ، فحبسته على خزير يصنع له ، فسمع أهل الدار رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت ، فقال رجل منهم : ما فعل مالك ؟ لا أراه ، فقال رجل منهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذاك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، قال محمود ..
الشيخ : نقف على هذا ، قوله رضي الله عنه : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ) ، فيه إشارة إلى أنه ينبغي للمأموم أن يسلم فور سلام إمامه ، وأن لا يتأخر ، بعض الناس يطمع في الدعاء ، ويسلم الإمام ، ولكن يتأخر يدعو الله ، فيقال : هذا لك إذا كنت تصلي لنفسك ، أما إذا كنت مع الإمام فإنك مقيد به ، تابعه ولا تتأخر عنه ، ولذلك يفعل الإنسان أشياء من أجل المتابعة ، لو فعلها لغير المتابعة بطلت صلاته ، ألم تر إلى الرجل يدخل مع الإمام في صلاة الظهر في الركعة الثانية ، ماذا يصنع ؟
يجلس في الأولى وهو ليس محل جلوس له ، ويقوم في الثانية وهو محل جلوس له ، كل ذلك من أجل متابعة الإمام ، بل إن المأموم يترك الواجب إذا تركه الإمام سهواً ، كما لو قام الإمام عن التشهد الأول ناسياً ، فإن المأموم
يتابعه ، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله : " إذا صليت خلف إمام لا يجلس للاستراحة لا تجلس ولو كنت ترى هذا " ، لأن متابعتك للإمام أفضل من جلوسك ، حيث إن صلاتك الآن ارتبطت بصلاة الإمام ، وقوله : ( فحبسته على خزير يصنع له ) ، يعني نوع من الطعام ، ( حبسته ) يعني أبقيته جالساً ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقاً ، لم يغضب ولم يكتئب ولم يقل : لماذا تؤخر الطبيخ ؟ جلس ينتظر هذا الطعام ، حتى نضج وأكل ، وقوله : ( فسمع أهل الدار ) يعني أهل الحي ، ما هي دار عتبان ، يعني أهل الحي ، كما جاء في الحديث : ( خير دور الأنصار دار بني فلان ) ، فالدار تطلق على الأحياء على الحي ، ومنه حديث : ( يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) ، طيب يقول : ( فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت ) ، ثاب يعني اجتمع رجال ، والله كلٌ يحب أن يجلس مع الرسول عليه الصلاة والسلام ، لما سمعوا به اجتمعوا ، حتى كثر الرجال في البيت ( فقال رجل منهم : ما فعل مالك ) ؟ عندكم نسبه ؟ ابن الدغشم ؟
القارئ : ...
الشيخ : نعم ؟ ابن الدخشم ، إي ( ما فعل مالك ؟ لا أراه ) ، وكأن هذا الرجل ، كأنه كبير فيهم ، يُفقد إذا لم يرُى ( لا أراه ، فقال رجل منهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ) ، نسأل الله العافية ، هذه الكلمة عند الرسول عليه الصلاة والسلام كلمة عظيمة ، كلمة عظيمة لا يجوز أن تقال ولا عند غير الرسول عليه الصلاة والسلام ، من يعلم ما في القلوب ؟ لا أحد يعلم إلا الله عز وجل ( ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذلك ) ، ولم يغلظ له في القول ، لأنه صلى الله عليه وسلم علم أن هذا إنما قاله غيرة ، والغيرة قد يخرج الإنسان بها ما لا يرضاه ولا يحبه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون حكيماً ينزل كل شيء منزلته ( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ؟ هذه شهادة من الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل ، ( ألا تراه ) ، يعني تعلمه ، ( قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ) ، يعني يطلب وجه الله ، ولا إله إلا الله يعني : لا معبود حق يعبد ويقصد ويتذلل له إلا الله عز وجل وهذا حق لا يستحق الذل مطلقاً ، يعني لا يستحق أن يذل له مطلقاً إلا الله عز وجل ( فقال الرجل : الله ورسوله أعلم ) ، وهكذا يجب ، أن يوكل العالم إلى عالمه وهو الله تبارك وتعالى ، ورسوله في حياته ، أما بعد موته فالرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم عن الخلق شيئاً ، ولذلك من الخطأ ما يكتبه بعض الناس إذا عمل عملاً ، مسجداً أو داراً أو ما أشبه ذلك ، كتب : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) ، هذا غلط ، نعم يراه الله لا شك ، لكن لا يراه رسوله عليه الصلاة والسلام ، لأنه مات ( قال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين ) ، فاستدل بالقرائن على أنه منافق ، لأنه يتحدث عن المنافقين ويودهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، حرم على النار تحريماً قدرياً أو شرعياً ؟
السائل : قدرياً .
الشيخ : تحريماً قدرياً ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ، ( حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، فلا يمكن للنار أن تأكل من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله أبداً ، لأن الله حرمها ، حتى لو دخل النار فإنها لا تأكله ، ( حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) هذا الحديث استدل به المرجئة ، استدلوا بذلك على أن جميع المعاصي لا تؤثر على الإنسان مهما عظمت ، لو ترك الصلاة والزكاة والصيام ، وزنى وسرق وشرب الخمر ، ما دام قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، فإنه حرم على النار ، أفهمتم ؟ لكنهم تركوا النصوص المحكمة الواضحة البينة ، وهكذا كل من في قلبه زيغ يتبع المتشابه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) حذر منهم ، يعني كيف نأتي إلى هذا الحديث المشتبه ، ونحكم به على النصوص المحكمة الدالة على عقوبة من فعل شيئاً من المعاصي ، حسب ما جاءت به النصوص ،
ثم نقول لهم : إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل : من قال لا إله إلا الله وسكت ، قال : ( يبتغي بذلك وجه الله ) وهذا القيد يوجب لمن قال لا إله إلا الله ، أن يقوم بطاعة الله وأن يتجنب معصية الله ، وقد استدل بهذا الحديث من قال إن تارك الصلاة لا يكفر ، ولكن الحديث دليل عليه ، وليس دليلاً له ، لأن هذا القيد يستلزم أن يصلي ، وأن يزكي ، وأن يصوم ، وأن لا يزني ، وأن لا يسرق ، وأن لا يشرب الخمر ، كيف يبتغي وجه الله ويريد الوصول إلى الله ويبارز الله بالعصيان ؟ هذا لا يمكن ، طيب ، وفي هذا الحديث : ( يبتغي بذلك وجه الله ) ، إثبات وجه الله عز وجل ، وهو حق جاء في القرآن والسنة وأجمع عليه سلف الأمة ، لكنه وجه يليق بجلال الله عز وجل ، ولا يماثل أوجه المخلوقين أبداً ، الدليل أنه لا يماثل ؟
السائل : (( ليس كمثله شيء )) .
الشيخ : قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، وقوله : (( هل تعلم له سمياً )) ، وقوله : (( فلا تجعلوا لله أنداداً )) ، نعم
الشيخ : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ) .
القارئ : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ، فحبسته على خزير يصنع له ، فسمع أهل الدار رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت ، فقال رجل منهم : ما فعل مالك ؟ لا أراه ، فقال رجل منهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذاك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، قال محمود ..
الشيخ : نقف على هذا ، قوله رضي الله عنه : ( ثم سلم وسلمنا حين سلم ) ، فيه إشارة إلى أنه ينبغي للمأموم أن يسلم فور سلام إمامه ، وأن لا يتأخر ، بعض الناس يطمع في الدعاء ، ويسلم الإمام ، ولكن يتأخر يدعو الله ، فيقال : هذا لك إذا كنت تصلي لنفسك ، أما إذا كنت مع الإمام فإنك مقيد به ، تابعه ولا تتأخر عنه ، ولذلك يفعل الإنسان أشياء من أجل المتابعة ، لو فعلها لغير المتابعة بطلت صلاته ، ألم تر إلى الرجل يدخل مع الإمام في صلاة الظهر في الركعة الثانية ، ماذا يصنع ؟
يجلس في الأولى وهو ليس محل جلوس له ، ويقوم في الثانية وهو محل جلوس له ، كل ذلك من أجل متابعة الإمام ، بل إن المأموم يترك الواجب إذا تركه الإمام سهواً ، كما لو قام الإمام عن التشهد الأول ناسياً ، فإن المأموم
يتابعه ، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله : " إذا صليت خلف إمام لا يجلس للاستراحة لا تجلس ولو كنت ترى هذا " ، لأن متابعتك للإمام أفضل من جلوسك ، حيث إن صلاتك الآن ارتبطت بصلاة الإمام ، وقوله : ( فحبسته على خزير يصنع له ) ، يعني نوع من الطعام ، ( حبسته ) يعني أبقيته جالساً ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقاً ، لم يغضب ولم يكتئب ولم يقل : لماذا تؤخر الطبيخ ؟ جلس ينتظر هذا الطعام ، حتى نضج وأكل ، وقوله : ( فسمع أهل الدار ) يعني أهل الحي ، ما هي دار عتبان ، يعني أهل الحي ، كما جاء في الحديث : ( خير دور الأنصار دار بني فلان ) ، فالدار تطلق على الأحياء على الحي ، ومنه حديث : ( يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) ، طيب يقول : ( فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت ) ، ثاب يعني اجتمع رجال ، والله كلٌ يحب أن يجلس مع الرسول عليه الصلاة والسلام ، لما سمعوا به اجتمعوا ، حتى كثر الرجال في البيت ( فقال رجل منهم : ما فعل مالك ) ؟ عندكم نسبه ؟ ابن الدغشم ؟
القارئ : ...
الشيخ : نعم ؟ ابن الدخشم ، إي ( ما فعل مالك ؟ لا أراه ) ، وكأن هذا الرجل ، كأنه كبير فيهم ، يُفقد إذا لم يرُى ( لا أراه ، فقال رجل منهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ) ، نسأل الله العافية ، هذه الكلمة عند الرسول عليه الصلاة والسلام كلمة عظيمة ، كلمة عظيمة لا يجوز أن تقال ولا عند غير الرسول عليه الصلاة والسلام ، من يعلم ما في القلوب ؟ لا أحد يعلم إلا الله عز وجل ( ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذلك ) ، ولم يغلظ له في القول ، لأنه صلى الله عليه وسلم علم أن هذا إنما قاله غيرة ، والغيرة قد يخرج الإنسان بها ما لا يرضاه ولا يحبه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون حكيماً ينزل كل شيء منزلته ( لا تقل ذلك ، ألا تراه قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ؟ هذه شهادة من الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل ، ( ألا تراه ) ، يعني تعلمه ، ( قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ) ، يعني يطلب وجه الله ، ولا إله إلا الله يعني : لا معبود حق يعبد ويقصد ويتذلل له إلا الله عز وجل وهذا حق لا يستحق الذل مطلقاً ، يعني لا يستحق أن يذل له مطلقاً إلا الله عز وجل ( فقال الرجل : الله ورسوله أعلم ) ، وهكذا يجب ، أن يوكل العالم إلى عالمه وهو الله تبارك وتعالى ، ورسوله في حياته ، أما بعد موته فالرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم عن الخلق شيئاً ، ولذلك من الخطأ ما يكتبه بعض الناس إذا عمل عملاً ، مسجداً أو داراً أو ما أشبه ذلك ، كتب : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) ، هذا غلط ، نعم يراه الله لا شك ، لكن لا يراه رسوله عليه الصلاة والسلام ، لأنه مات ( قال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين ) ، فاستدل بالقرائن على أنه منافق ، لأنه يتحدث عن المنافقين ويودهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، حرم على النار تحريماً قدرياً أو شرعياً ؟
السائل : قدرياً .
الشيخ : تحريماً قدرياً ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ، ( حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، فلا يمكن للنار أن تأكل من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله أبداً ، لأن الله حرمها ، حتى لو دخل النار فإنها لا تأكله ، ( حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) هذا الحديث استدل به المرجئة ، استدلوا بذلك على أن جميع المعاصي لا تؤثر على الإنسان مهما عظمت ، لو ترك الصلاة والزكاة والصيام ، وزنى وسرق وشرب الخمر ، ما دام قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، فإنه حرم على النار ، أفهمتم ؟ لكنهم تركوا النصوص المحكمة الواضحة البينة ، وهكذا كل من في قلبه زيغ يتبع المتشابه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) حذر منهم ، يعني كيف نأتي إلى هذا الحديث المشتبه ، ونحكم به على النصوص المحكمة الدالة على عقوبة من فعل شيئاً من المعاصي ، حسب ما جاءت به النصوص ،
ثم نقول لهم : إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل : من قال لا إله إلا الله وسكت ، قال : ( يبتغي بذلك وجه الله ) وهذا القيد يوجب لمن قال لا إله إلا الله ، أن يقوم بطاعة الله وأن يتجنب معصية الله ، وقد استدل بهذا الحديث من قال إن تارك الصلاة لا يكفر ، ولكن الحديث دليل عليه ، وليس دليلاً له ، لأن هذا القيد يستلزم أن يصلي ، وأن يزكي ، وأن يصوم ، وأن لا يزني ، وأن لا يسرق ، وأن لا يشرب الخمر ، كيف يبتغي وجه الله ويريد الوصول إلى الله ويبارز الله بالعصيان ؟ هذا لا يمكن ، طيب ، وفي هذا الحديث : ( يبتغي بذلك وجه الله ) ، إثبات وجه الله عز وجل ، وهو حق جاء في القرآن والسنة وأجمع عليه سلف الأمة ، لكنه وجه يليق بجلال الله عز وجل ، ولا يماثل أوجه المخلوقين أبداً ، الدليل أنه لا يماثل ؟
السائل : (( ليس كمثله شيء )) .
الشيخ : قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، وقوله : (( هل تعلم له سمياً )) ، وقوله : (( فلا تجعلوا لله أنداداً )) ، نعم