فوائد حديث بيات ابن عباس عند خالته ميمونة . حفظ
الشيخ : وفيه أيضاً فوائد منها جواز أن يبيت المميز عند الرجل وأهله ، لفعل ابن عباس رضي الله عنه ، ولم ينكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، مع أنه صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً ، لكن بشرط أن يكون هذا المميز له قرابة مع الزوجة ، فابن عباس له قرابة مع الرسول عليه الصلاة والسلام ومع الزوجة ، الزوجة خالته ، والرسول ابن عمه ، فيه أيضاً من فوائده أدب ابن عباس ، لأنه خالفهما في الاضطجاع على الوسادة ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها ، وهو في عرضها ، يعين نام على طرفها ، هذا معنى قوله : في عرضها ، أنه نام على طرفها ، فعلى هذا يكون هو ممتدًا مثلًا إلى الشمال ، والنبي صلى الله عليه وسلم وزوجه إلى الشرق مثلاً ، وفيه أيضاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام بشر ، يحتاج إلى النوم والأكل والشرب والدفء ، وغير ذلك مما يحتاجه البشر ، وهل نقول فيه دليل على استحباب الوسادة في النوم أو إن هذا من الأمور العادية التي جرت بها العادة ؟ هذا ينظر ، إذا كان ذلك أريح للبدن ، وأقوم للصحة صار مستحباً من هذه الناحية ، وأظنه والله أعلم أحسن من حيث الصحة ، لأنك إذا نمت بدون وسادة سوف يتعلق الرأس ، لأن الكتفين أعرض من الرأس فيبقى الرأس متعلقاً ، والسنة أن الإنسان ينام على الجنب الأيمن ، فإذا نام على الجنب فلا بد أن يتعلق الرأس ، فتجعل وسادة بمقدار الكتف ، من أجل أن يكون البدن مستوياً ، الرأس والبدن ، من فوائد هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقوم إلى صلاة الليل مبكراً ، إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ، لأن الله تعالى قال : (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه و ثلثه ))
، ومن فوائده أيضاً : أنه ينبغي للإنسان أن يمسح النوم عن وجهه بيديه ، يعني هكذا يقول ، هكذا ثلاث مرات ، لأن هذا يطرد النوم ويصحى الإنسان أكثر ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان يقرأ خواتيم سورة آل عمران عشر آيات ، من قوله تعالى : (( إن في خلق السماوات والأرض )) إلى آخره ، وقد ورد في بعض ألفاظ الحديث : ( أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ينظر إلى السماء ، يقلب بصره في السماء ، ويقول : (( إن في خلق السماوت والأرض )) ) ، وهذا إذا كان في غير ليالي القمر ، ولم يكن هذا الكهرب الذي يمنع الناس من رؤية السماء وزينتها ، يجد الإنسان عبرة في هذه النجوم كبرها وصغرها وسيرها ، فكان الرسول يقرأ هذه الآيات ، ومن فوائد هذا الحديث استعمال الأطيب من الشراب ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتخذ شناً معلقة ، والشن المعلق هو القربة القديمة ، لأن الماء فيها يكون أبرد ، فلا حرج على الإنسان إذا استعمل الماء البارد في الصيف ، والماء الساخن في الشتاء ، واختار أطيب الأطعمة ، ومن فوائده أنه لا يجب الاستنجاء إلا عند البول أو الغائط ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام من النوم فتوضأ منها ، توضأ منها ، ولم يذكر ابن عباس أنه استنجى ، خلافاً لبعض الناس الذين يظنون أن الاستنجاء من توابع الوضوء ويسألون عنه كثيراً ، والواقع أن الاستنجاء تطهير المحل من النجاسة ، ومن فوائد هذا الحديث أن الوضوء ينبغي للإنسان أن يحسنه ما استطاع ، ولكن بأي شيء يكون إحسان الوضوء ؟ بموافقة السنة ، كلما كان أوفق فهو أحسن ، وليس بكثرة الغسل ، بل جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ، ومرتين مرتين ، وثلاثاً وثلاثاً ، وقال : ( من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم ) ، ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان ينبغي له أن ينام مع أهله في فراش واحد ، لقوله رضي الله عنه : ( اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها ) ، خلافاً لبعض المترفين الآن الذين يجعلون لهم سريراً وللزوجة سريراً ، فإن هذا لا ينبغي بل الذي ينبغي أن يكون السرير واحداً إن كانا على سرير ، أو على الأرض في فراش واحد ، ومن فوائد هذا الحديث ذكاء ابن عباس رضي الله عنهما ، وحرصه على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه قام فصنع مثل ما صنع ، بدون أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه أيضاً من فوائده جواز التصرف بمال القريب إذا كان يعلم أنه يرضى بذلك ، وجهه أن ابن عباس قام فتوضأ من الماء الذي في الشن المعد للشرب ، لكنه يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينكر هذا ، بل يرضاه ، ومن فوائد هذا الحديث أن الواحد مع صاحبه في الصلاة يقوم إلى جنبه ، لقوله : ( فقمت إلى جنبه ) ، ولكن هل إذا قام إلى جنبه يكون مساوياً له أي للإمام ، أو يتقدم الإمام قليلاً ؟ الأول ، خلافاً لما يظنه بعض الجهلة ، يقول : إذا وقف الإمام والمأموم يتقدم الإمام قليلاً ، هذا غلط ، لأنهما إذا وقفا صارا صفاً ، والمطلوب في الصف التسوية ، ومن فوائد هذا الحديث أن موقف المأموم الواحد مع الإمام يكون إلى يمينه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بأذن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من اليسار إلى اليمين ، ومن فوائد هذا الحديث جواز العمل لمصلحة الصلاة ، وجهه : أن الرسول صلى الله عليه وسلم تحرك وحرك أيضاً ، تحرك هو بنفسه حيث فتل أذن عبد الله بن عباس يعني لواها بعض الشيء ، والثاني حرك ، لأنه حرك عبد الله بن عباس ، وعلى هذا فإذا وجدت الصف منفرجاً ، كما يوجد في بعض المساجد تجد الصف منفرج ، لا سيما الذين وهموا في عمل الصحابة رضي الله عنهم أنهم يلصقون الكعب فالكعب ، حيث ظنوا أن المعنى تفريج الرجلين ، تجد بعض الأحيان ، تدخل في بعض المساجد ، تجد ما بين الكتفين منفرجاً انفراجاً بيناً ، وما بين الرجلين متلاصقاً ، مثل هذا بلّغه ، لأنك إنما تفعل بهم خيراً ، وإن كان يشوش بعض الشيء ، لكن أنت تفعل بهم الخير .
، ومن فوائده أيضاً : أنه ينبغي للإنسان أن يمسح النوم عن وجهه بيديه ، يعني هكذا يقول ، هكذا ثلاث مرات ، لأن هذا يطرد النوم ويصحى الإنسان أكثر ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان يقرأ خواتيم سورة آل عمران عشر آيات ، من قوله تعالى : (( إن في خلق السماوات والأرض )) إلى آخره ، وقد ورد في بعض ألفاظ الحديث : ( أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ينظر إلى السماء ، يقلب بصره في السماء ، ويقول : (( إن في خلق السماوت والأرض )) ) ، وهذا إذا كان في غير ليالي القمر ، ولم يكن هذا الكهرب الذي يمنع الناس من رؤية السماء وزينتها ، يجد الإنسان عبرة في هذه النجوم كبرها وصغرها وسيرها ، فكان الرسول يقرأ هذه الآيات ، ومن فوائد هذا الحديث استعمال الأطيب من الشراب ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتخذ شناً معلقة ، والشن المعلق هو القربة القديمة ، لأن الماء فيها يكون أبرد ، فلا حرج على الإنسان إذا استعمل الماء البارد في الصيف ، والماء الساخن في الشتاء ، واختار أطيب الأطعمة ، ومن فوائده أنه لا يجب الاستنجاء إلا عند البول أو الغائط ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام من النوم فتوضأ منها ، توضأ منها ، ولم يذكر ابن عباس أنه استنجى ، خلافاً لبعض الناس الذين يظنون أن الاستنجاء من توابع الوضوء ويسألون عنه كثيراً ، والواقع أن الاستنجاء تطهير المحل من النجاسة ، ومن فوائد هذا الحديث أن الوضوء ينبغي للإنسان أن يحسنه ما استطاع ، ولكن بأي شيء يكون إحسان الوضوء ؟ بموافقة السنة ، كلما كان أوفق فهو أحسن ، وليس بكثرة الغسل ، بل جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ، ومرتين مرتين ، وثلاثاً وثلاثاً ، وقال : ( من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم ) ، ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان ينبغي له أن ينام مع أهله في فراش واحد ، لقوله رضي الله عنه : ( اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها ) ، خلافاً لبعض المترفين الآن الذين يجعلون لهم سريراً وللزوجة سريراً ، فإن هذا لا ينبغي بل الذي ينبغي أن يكون السرير واحداً إن كانا على سرير ، أو على الأرض في فراش واحد ، ومن فوائد هذا الحديث ذكاء ابن عباس رضي الله عنهما ، وحرصه على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه قام فصنع مثل ما صنع ، بدون أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه أيضاً من فوائده جواز التصرف بمال القريب إذا كان يعلم أنه يرضى بذلك ، وجهه أن ابن عباس قام فتوضأ من الماء الذي في الشن المعد للشرب ، لكنه يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينكر هذا ، بل يرضاه ، ومن فوائد هذا الحديث أن الواحد مع صاحبه في الصلاة يقوم إلى جنبه ، لقوله : ( فقمت إلى جنبه ) ، ولكن هل إذا قام إلى جنبه يكون مساوياً له أي للإمام ، أو يتقدم الإمام قليلاً ؟ الأول ، خلافاً لما يظنه بعض الجهلة ، يقول : إذا وقف الإمام والمأموم يتقدم الإمام قليلاً ، هذا غلط ، لأنهما إذا وقفا صارا صفاً ، والمطلوب في الصف التسوية ، ومن فوائد هذا الحديث أن موقف المأموم الواحد مع الإمام يكون إلى يمينه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بأذن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من اليسار إلى اليمين ، ومن فوائد هذا الحديث جواز العمل لمصلحة الصلاة ، وجهه : أن الرسول صلى الله عليه وسلم تحرك وحرك أيضاً ، تحرك هو بنفسه حيث فتل أذن عبد الله بن عباس يعني لواها بعض الشيء ، والثاني حرك ، لأنه حرك عبد الله بن عباس ، وعلى هذا فإذا وجدت الصف منفرجاً ، كما يوجد في بعض المساجد تجد الصف منفرج ، لا سيما الذين وهموا في عمل الصحابة رضي الله عنهم أنهم يلصقون الكعب فالكعب ، حيث ظنوا أن المعنى تفريج الرجلين ، تجد بعض الأحيان ، تدخل في بعض المساجد ، تجد ما بين الكتفين منفرجاً انفراجاً بيناً ، وما بين الرجلين متلاصقاً ، مثل هذا بلّغه ، لأنك إنما تفعل بهم خيراً ، وإن كان يشوش بعض الشيء ، لكن أنت تفعل بهم الخير .