تتمة شرح حديث : ( قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا ... ) حفظ
الشيخ : لو تذكر إنسان وهو يصلي ، فقال : السلام عليك يا فلان ، فهل تبطل صلاته ؟
أو نقول : إن هذا داعي ، ولم يسلم تسليم مواجهة ، وأن هذا من جنس السلام عليك أيها النبي ؟ هذا محل تردد ، لأن الواقع أنه ما خاطبه بذلك ، لكن دعا له بلفظ الخطاب ، وفي هذا الحديث حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أن ما ذكره البخاري عنه في موضع آخر ، أنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم : السلام عليك أيها النبي ، وبعد موته يقولون : السلام على النبي ، أن هذا اجتهاد منه رضي الله عنه وليس بصواب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذه الصيغة له وللأمة إلى يوم القيامة ، وهو يعلم عليه الصلاة والسلام أنه سيموت ، وأن الامة ستتلو هذا الذكر ، ولم يقل : فإذا مت فقولوا ، ثم إن هذا السلام الذي يسلمونه عليه ، السلام عليك أيها النبي ، هل هو تسليم مواجهة ؟ لا ، قطعاً ، فإنهم لا يسمعونه ذلك ، والناس في أقطار الدنيا كلهم يقولون : السلام عليك أيها النبي ، ثم إنه قد ثبت في موطأ الإمام مالك ، بإسناد من أصح الأسانيد ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب الناس وعلمهم التشهد ، وقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، وهو عمر رضي الله عنه ، وهو أعلم من ابن مسعود وغيره إلا أبا بكر ، ثم إنه قاله على المنبر معلناً ذلك ، ولم يرد عليه أحد ، فالصواب أن الصيغة باقية كما هي ، كما علمها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته ، أن تقول : السلام عليك أيها النبي ، ثم إن قوة استحضارك إياه إذا قلت : السلام عليك أيها النبي ، لا تساويها قولك : السلام على النبي ، لأن السلام على النبي بصيغة غائب ، وما كان بصيغة غائب فإنه لا يقوى استحضاره في القلب كاستحضار المخاطب ، ففيها نقص ، نعم
أو نقول : إن هذا داعي ، ولم يسلم تسليم مواجهة ، وأن هذا من جنس السلام عليك أيها النبي ؟ هذا محل تردد ، لأن الواقع أنه ما خاطبه بذلك ، لكن دعا له بلفظ الخطاب ، وفي هذا الحديث حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أن ما ذكره البخاري عنه في موضع آخر ، أنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم : السلام عليك أيها النبي ، وبعد موته يقولون : السلام على النبي ، أن هذا اجتهاد منه رضي الله عنه وليس بصواب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذه الصيغة له وللأمة إلى يوم القيامة ، وهو يعلم عليه الصلاة والسلام أنه سيموت ، وأن الامة ستتلو هذا الذكر ، ولم يقل : فإذا مت فقولوا ، ثم إن هذا السلام الذي يسلمونه عليه ، السلام عليك أيها النبي ، هل هو تسليم مواجهة ؟ لا ، قطعاً ، فإنهم لا يسمعونه ذلك ، والناس في أقطار الدنيا كلهم يقولون : السلام عليك أيها النبي ، ثم إنه قد ثبت في موطأ الإمام مالك ، بإسناد من أصح الأسانيد ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب الناس وعلمهم التشهد ، وقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، وهو عمر رضي الله عنه ، وهو أعلم من ابن مسعود وغيره إلا أبا بكر ، ثم إنه قاله على المنبر معلناً ذلك ، ولم يرد عليه أحد ، فالصواب أن الصيغة باقية كما هي ، كما علمها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته ، أن تقول : السلام عليك أيها النبي ، ثم إن قوة استحضارك إياه إذا قلت : السلام عليك أيها النبي ، لا تساويها قولك : السلام على النبي ، لأن السلام على النبي بصيغة غائب ، وما كان بصيغة غائب فإنه لا يقوى استحضاره في القلب كاستحضار المخاطب ، ففيها نقص ، نعم