فوائد حديث : ( إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ... ) حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد أن الشيطان قد يعرض لأتقى عباد الله ، وإذا كان قد يسلط على أتقى عباد الله ، فما بالك بمن دونهم ؟! فالشيطان قد يسلط على بني آدم ، ولذلك ينبغي لنا أن نستعمل دائماً الأوراد الشرعية التي تحمينا من الشيطان ، ومن فوائد هذا الحديث حرص الشيطان على إفساد عبادة بني آدم ، لأنه أراد أن يقطع على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ، ومن فوائد هذا الحديث : جواز مقاتلة من أراد أن يفسد عليك الصلاة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فدعه ، ومن فوائد هذا الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، حيث لم يفعل ما هم به من ربط هذا الشيطان بسارية من سواري المسجد ، لأن سليمان قال : (( رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي )) وهذا من تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام ، وإلا فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو أوثقه لم يحصل على ملك سليمان ، لأن الله سخر الشياطين لسليمان في كل شيء ، كما قال الله تعالى : (( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد )) ، لكن هذا جزء من شيء كثير ، تركه النبي عليه الصلاة والسلام تواضعاً منه ، ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز للإنسان في صلاته أن يفكر فيما لا يتعلق بها ، لأن قوله : ( ذكرت قول سليمان ) ، هذا لا يتعلق بالصلاة ، فإذا فكر الإنسان في صلاته بشيء فهذا لا يضر ، لكن إذا غلب على الصلاة ، وصار أكثر صلاته يفكر ، فقد اختلف العلماء في بطلان صلاته ، وأكثرهم يرون أنها لا تبطل ، فإذا قال قائل : كيف يقول سليمان عليه الصلاة والسلام : (( هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي )) ؟ بعض العلماء والعياذ بالله ، يعني بعض الناس يقول : هل هذا حسد من سليمان ؟ فالجواب : لا ، ليس حسداً ، لكن من أجل أن يذكر به هو ، ويكون هو مضرب المثل في الملك التام ، الذي ملك به من سلط عليه من الجن والإنس ، نعم