فوائد حديث قتال الحرورية بالأهواز. حفظ
الشيخ : ففي هذا دليل على مسائل ، منها
جواز إمساك الإنسان دابته بيده وهو يصلي ، ولا نقول له : اجعلها في رجلك ، نقول لا بأس أن تجعلها في اليد ، وإن كان إذا جعلها في اليد سيفوته أشياء ، لا تفوته لو جعلها في الرجل ،ومنها جواز العمل اليسير ، للحفاظ على ماله ، كان أبو برزة رضي الله عنه يفعل هذا ، ولا شك أن هذا هو عين الحكمة ، لأن التشاغل بالجوارح أهون من شغل القلب ، لأنها لو ذهبت الدابة انشغل قلبه بها ، وصار لا يدري ما يقول ولا ما يفعل ، ودخل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة بحضرة الطعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان ) ، ولا شك أن حركة البدن أهون من حركة القلب ، ومنها أن من الناس من يشدد في دين الله ، حتى يمنع ما أحل الله له ، كهذا الخارجي الذي دعا على هذا الشيخ حين رآه يفعل ما يفعل ، ومنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحب التيسير على الأمة ، بل كان يأمر بالتيسير ، فكان إذا بعث البعوث يقول : ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ، فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ) ، ومنها جواز إخبار الإنسان بما صنع من الأعمال الصالحة ، يعني أن يخبر عن نفسه بما صنع ، للحاجة إلى ذلك ، فإن أبا برزة رضي الله عنه ذكر أنه غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ستة غزوات أو سبع غزوات ، وعرف سيرته عليه الصلاة والسلام ومحبته للتيسير .