فوائد حديث : ( إن الله قبل أحدكم فإذا كان في صلاته فلا يبزقن أو قال لا يتنخمن ) حفظ
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، في هذا دليل على أن النخامة ليست بنجسة ، وهو كذلك ، وكل ما خرج من بدن الإنسان فليس بنجس ، ما عدا الخارج من السبيلين ، ويستثنى من الخارج من القبل : المني فإنه طاهر ، وفي هذا الحديث دليل على أنه لا ينبغي أن يبصق في قبلة المسجد ، بل لو قيل بالتحريم لكان له وجه ، لأنه سوء أدب مع الله عز وجل ، وهل مثل ذلك من يجعلون أسطال القمامة في مقدمة المسجد ؟
يحتمل هذا وهذا ، لأن هذه الأسطال قد يكون فيها المناديل التي تنخم فيها ، وقد يكون فيها سوى ذلك ، ولهذا الأفضل أن لا تجعل في قبلة المسجد ، لأني أعتقد لو أن أحداً في مجلس ملك من الملوك ، هل يرى من الأليق أن يأتي بالأسطال ، أسطال القمامة ، ويضعها بين يديه ؟ الجواب : لا ، فالله أحق أن يسحيا منه ، هذه الأسطال تجعل في الخلف ، ثم من احتاج إليها يقوم إليها ، وفيه أيضاً دليل على أن الله سبحانه وتعالى قِبَل المصلي ، وهذا لا ينافي علوه ، لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فإذا رأيت في الكتاب والسنة وصفاً لله عز وجل ، وظننت أنه يتعارض فاتهم عقلك وفهمك ، ولكن المسلم تمام الاستسلام و المنقاد تمام الانقياد ، يقول : (( آمنا به كل من عند ربنا )) ، فيؤمن بهذا ويؤمن بهذا ، ولا يقول : كيف يجتمع هذا وهذا ؟ وفيه أيضاً أن حَتَّ ما يؤذي وحكه سنة ، بل لو قيل بالوجوب لكان له وجه ، وإذا قلنا بالوجوب ، فإنه وجوب كفاية ، إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين ، وهل الأفضل أن تزيله أنت بنفسك أو أن تستدعي المسؤولين عن تنظيف المسجد فيزيلوه ؟ الجواب : الأول ، أن تبدأ به أنت بنفسك ، لأنك تخدم هذا طاعة لله ورسوله ، كما قال تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع )) ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظف وتطيب ، وسأل عن المرأة التي كانت تقم المسجد لما ماتت ، ثم خرج إلى البقيع فصلى على قبرها ، كل هذا يدل على أن تنظيف المساجد من الطاعات الجليلة ، نعم إذا كنت لا تستطيع ، كما لو رأيت نجاسة ، النجاسة تحتاج إلى غسل و تنظيف ، فهنا الواجب عليك أن تخبر من يقوم بهذا الأمر ، نعم