فوائد حديث : ( إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان و له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا سكت المؤذن أقبل ... ) حفظ
الشيخ : هذا فيه أيضاً دليل على أن عمل القلب في الصلاة لا يؤثر فيها ، يقول : ( إذا أُذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ) ، لأن التأذين يحزنه ، ويشق عليه ، إذ أن فيه تعظيم الله عز وجل ، وإعلان توحيده ، والشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، والدعوة إلى الصلاة وإلى الفلاح ، وهو يكره ذلك بلا شك ، ولهذا لا يتمالك ، بل يكون له ضراط غير اختياري ، لأنه سمع ما أدهشه وأفزعه ، كما يفعل الإنسان إذا أتاه ما يفزعه ، فربما يحصل منه الحدث ، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله : " لو صاح بغافل ففزع وأحدث فعليه ثلث الدية " ، أسمعتم ؟ لو صاح بعاقل ففزع وأحدث ، خرجت منه الريح ، فعليه ثلث الدية ، على من ؟
الطلاب : على الصائح .
الشيخ : على الصائح به ، الذي أفزعه ، لأنه استرخاء بغير قصد ، فقد أذهب بعض حاسته ،
على كل حال هذا له محل ذكر إن شاء الله وتحرير في موضعه ، لكنني أقصد أنّ الفزع يوجب أنْ يخرج من الإنسان ما لا يريده ، وفيه أيضاً أنّ الشيطان له سمع يسمع ، ولذلك إذا سكت المؤذن أقبل ، أقبل على من ؟ أقبل على بني آدم ليصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، فإذا ثُوِّب يعني أُذن مرة ثانية ، وذلك بإقامة الصلاة ، أدبر ، فإذا سكت أقبل ، كم مرة يدبر ويقبل ؟
الجميع أربع مرات ، إدبار وإقبال ، ثم إدبار وإقبال .