أسباب سجود السهو . حفظ
الشيخ : وأسباب سجود السهو ثلاثة :
زيادة ونقص وشك ، هذه أسباب سجود السهو ، ولا تزيد ، زيادة ونقص وشك ، الزيادة : إن كانت من غير جنس الصلاة ، فهذه لا سهو فيها ، كالعمل والحركة ما أشبه ذلك ، فهذه لا سهو فيها ، حتى لو نسي مثلاً وفعل شيئاً مما ليس من جنس الصلاة ، فإنه ليس فيه سجود ، هذا يبحث فيه هل يبطل الصلاة أو لا يبطلها ؟ لكن الزيادة من جنس الصلاة ، قياماً أو قعوداً أو ركوعاً أو سجوداً ، النقص ينقسم إلى قسمين ، بل إلى ثلاثة : نقص ركن ونقص واجب ونقص سنة ، أما نقص الركن : فسيأتي إن شاء الله ، أنه لا بد أن يأتي بما نقص من الأركان ، ولا يجزئ عنه سجود السهو ، وأما نقص الواجب فيجزئ عنه سجود السهو ، وأما نقص السنة فالعلماء رحمهم الله يقولون : " لا يشرع سجود السهو ، ولا يُكره " ، لكن ينبغي أن يقال في نقص السنة إن كان من عادته أن يفعلها نسي ، فينبغي أن يسجد ولكن لا يجب السجود ، لأن هذه السنة لو تركها عمداً لصحت صلاته ، فإذا ترك جابرها عمداً صحت صلاته ، مثال ذلك : رجل نسي أن يقرأ سورة مع الفاتحة في الركعة الأولى ، وكان من عادته أنه يقرؤها ، فهذا نقص قولاً مشروعاً ، فينبغي أن يُجبر بسجود السهو ، ولكن لو ترك السجود فلا شيء عليه ، لأنه لو ترك المجبور عمداً لم يجب عليه سجو السهو ولا تبطل الصلاة ، فكذلك إذا ترك الجابر ، أما السجود لترك واجب فواجب ، لأن جبر الواجب واجب ، من ذلك ما ذكره المؤلف رحمه الله في ما إذا قام عن التشهد الأول ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام عن التشهد الأول ، ولما قضى الصلاة وانتظر المسلمون تسليمه سجد للسهو ، استدل بعض العلماء رحمهم الله على أن التشهد الأول ليس بواجب ، قالوا : " لأنه لو كان واجباً لرجع إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليأتي به ، كما رجع لترك الركن ، ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يرجع " ، وهذا ليس بصواب ، يعني هذا القول ليس بصواب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرض التشهد على أمته ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ) ، وهذا عام للتشهدين الأول والثاني ، فلما جُبر التشهد الأول بسجود السهو علمنا أنه إيش ؟ فرض ، ولكنه ليس بركن ، فنجمع بين الحديثين بأنه فرض ولكنه ليس بركن ، وكلما أمكنك أن تجمع بين الأدلة وجب عليك ، الخلاصة أن من قام عن التشهد الأول لم يلزمه العود ، ولكن يجب عليه سجود السهو ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سجد ، وكان يقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .