تتمة فوائد حديث ذي اليدين . حفظ
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان إذا كان له دعابة مع أحد ، فإن هذا يكون من أجرئ الناس عليه ، ولهذا لا ينبغي أن تكثر الدعابة مع أي شخص ، لأنه ربما يمتهنك في موضع لا تحب ذلك ، لأنه أخذ عليك أنك معه لا كلفة بينكما ، فربما يكون في مكان على العادة يمزح معك والمقام مقام جد ، ولهذا نقول : لا تكثر الدعابة مع أحد من الناس ، لكن لا بأس أن تكون مع بعض الناس تداعبه أكثر ، لأن هذا أمر طبيعي ، بعض الناس لا تستطيع أن تداعبه بأي حال من الأحوال ، وبعضهم تداعبه وتكثر معه المداعبة ، لكن إياك أن تصل إلى حد الإسفاف ، بحيث تُمتهن في مقام تحب أن لا تُمتهن فيه ، ومن فوائد هذا الحديث أن بعض الناس سريع الانصراف من الصلاة ، من حين ما يسلم ينصرف ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبقوني بالانصراف ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس مستقبلاً القبلة بعد السلام إلا مقدار الاستغفار ثلاثاً ، واللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، ثم ينصرف هؤلاء القوم هل انصرفوا قبل أن ينصرف الرسول ؟ الجواب : لا ، لأن الرسول قام عليه الصلاة والسلام إلى مقدم المسجد ، وانصرف الناس ، السرعان ، يوجد الآن في مسجدنا هذا من إذا سلمت أنا التسليمة الثانية وإذا هو قد قام ، ما أدري هل سلم بعدي أو سلم وهو واقف ؟ هذا موجود ، ولعل الذي يفعل هذا جاهل بالحكم ، وإلا فلا تقم من مكانك حتى ترى الإمام قد انصرف ، ولهذا كره العلماء رحمهم الله أن يطيل الإمام قعوده مستقبل القبلة ، لأنه إذا أطال القعود مستقبل القبلة ، لزم من ذلك أحد أمرين : إما أن يسجن الناس ويحبسهم ، إذا أرادوا امتثال أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله : ( لا تسبقوني بالانصراف ) ، وإما أن يوقع الناس في المخالفة ، فينصرفوا قبل انصراف الإمام ، فيُكره أن يطيل الإمام جلوسه مستقبل القبلة ، وليكن بقدر الاستغفار ثلاثاً ، واللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، أخذ بعض العلماء من هذا أن الذين يخرجون إذا سلّم الإمام قبل تمام الصلاة ، صلاتهم صحيحة ، لأنه لم يُذكر حال هؤلاء الذين خرجوا ، والأصل أنهم لم يرجعوا ، لأنه لم يقل : ثم رجعوا ، ثم إن الغالب أن السريع الذي يخرج سريعاً ، الغالب أن ينطلق بسرعة ولا يدري ماذا حصل ، ولكن هذا نعم فيه اشتباه ، فيه اشتباه لا شك ، أن يقال : هؤلاء الذين لم يعلموا بالنقص ، وانصرفوا لا شيء عليهم ، لأنهم جاهلون بالواقع ، ولكن كما قلت لكم ، وأقوله الآن : إذا وُجدت نصوص محكمة ، ونصوص فيها احتمال فالواجب إيش ؟ الواجب إيش ؟ حملها على المحكم ، وهذا النص محكم ، وهو وجوب إكمال الصلاة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكملها بعد أن تحدث مع الصحابة ، وقال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ، وهؤلاء الذين خرجوا سرعان الناس ، إما أن يكونوا سمعوا ، وعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم رجع وأكمل ورجعوا ، لأنه لا يمكن أن يبقوا منصرفين ، والرسول صلى الله عليه وسلم يكمل الصلاة ، وإما أنهم أُخبروا فيما بعد أن صلاتهم ناقصة ، وأعادوا وأكملوا ، وأما أن نقول : أن هذا حكم ثابت مع أنه مشتبه ، فهذا خلاف طريق الراسخين في العلم ، لأن الراسخين في العلم يحملون المتشابه على المحكم ، فتكون كلها محكمة ، ويقولون كلٌ من عند ربنا ، وما كان من عند ربنا فإنه لا تناقض فيه ، ومن فوائد هذا الحديث أن كلام الإنسان في صلاته وهو ساهٍ لا يبطل الصلاة ، انتبهوا لهذا الحكم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم وأُجيب ، قبل أن يعلم بأن صلاته ناقصة ، لكن استنباط هذا الحكم من هذا الحديث غير صحيح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين علم أمسك عن الكلام وتقدم ، ثم هو تكلم وهو يعتقد أنه ليس إيش ؟ ليس في صلاة ، لكن مع ذلك نقول : إذا تكلم الإنسان في صلاته ناسياً فصلاته صحيحة ، كما لو تكلم وهو جاهل ، ما هو الدليل على أن المتكلم جاهلاً لا تبطل صلاته ، أخونا أنت أي أنت أجب ، طيب اللي وراه ؟
الطالب : ... معاوية بن الحكم
الشيخ : حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه ، حيث شمّت العاطس ، وتكلم أيضاً بعد ذلك بكلام آخر نعم ، ومن فوائد هذا الحديث أن من سلّم عن نقص ثم تبين له ، وجب عليه أن يكمل ، فلو قال : أعيد الصلاة من أولها حتى آتي بها كاملة ، قلنا : لا يجوز ، بل الواجب أن تكمل ، لأنك لا زلت في صلاة ، وفيه أيضاً ، من فوائده أن سجود السهو إذا كان عن زيادة فإنه يكون بعد السلام ، إذا كان عن زيادة يكون بعد السلام ، وهل هذا عن زيادة أم عن نقص ؟
الطالب : ...
الشيخ : إي الحديث ، عن نقص أم عن زيادة ؟
الطالب : عن نقص .
الشيخ : كيف عن نقص ؟
الطالب : ...
طالب آخر : عن زيادة .
الشيخ : عن زيادة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إيش الزيادة ؟
الطالب : ...
الشيخ : الكلام هذا ما هو من جنس الصلاة .
الطالب : السلام .
الشيخ : السلام ، نعم ، السلام زيادة ، السلام سلّم الرسول عليه الصلاة والسلام ، السلام زيادة ، إذاً هذا الحديث لا ينقض القاعدة التي ذكرناها ، وهي أن السهو إذا كان عن زيادة فمحله بعد السلام ، نكمل الفوائد إن شاء الله في الدرس القادم ، وانتهى الوقت