فوائد حديث نعي النجاشي . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث جواز النعي وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النعي والجمع بينهما أن النعي الذي يراد به كثرة المصلين على الميت والمشيعين لا بأس به لأن في ذلك مصلحة للميت وللمشيعين وأما النعي الذي يقصد إثارة الحزن والتحزن على الميت وهذا هو الذي يكون بعد موته فهذا هو المنهي عنه لكن إذا نعي بعد موته لسبب بأن يكون هذا الرجل كثير المعاملة مع الناس وله أخذ وعطاء ويخشى أن بعض الناس لم يعلم بموته يكون له حق على الميت أو للميت الحق عليه فيكتب عنه من أجل أن يعلم الناس بموته فهذا لا بأس به ، يوجد والعياذ بالله نعي تنشره بعض الصحف تجده ينعى الميت يخاطبه يا فلان كنت معنا بالأمس وفقدناك وفعلنا وفعلنا حتى أن الذي يقرأه ربما يبكي وهو لا يدري من هذا الرجل الذي مات ، هذا لا يجوز لا شك فيه وأن هذا من النعي المنهي عنه ثم إنه يفتح أبوابا كثيرة بالنسبة لحدوث مثل هذا الكلام ، وإذا وقع في أيدي النساء فسوف تتأثر النساء ، وفي هذا دليل على جواز الصلاة على الغائب لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بهم وصلى بهم ، فاختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة في الصلاة على الغائب هل يصلى على كل ميت غائب أو لا يصلى على أحد إلا من لم تؤدى الصلاة عليه أو لا يصلى إلا من له فضل وأياد على المسلمين ؟ المهم أن العلماء اختلفوا في هذا فمنهم من بالغ في الصلاة على الغائب حتى قال ينبغي للإنسان إذا أتى إلى فراشه أن يصلي صلاة الجنازة على من مات من المسلمين في هذا اليوم ، ولا شك أن هذا بدعة وأنه لا يجوز القول به لكن العلماء رحمهم الله بعضهم يتوسع في القياس فيقول ما دام ثبت أصل الصلاة على الغائب فأي مانع يمنع من أن يصلي عند آخر كل نهار على كل من مات من المسلمين في هذا اليوم ، فيقال المانع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس رأفة بالمؤمنين ومع ذلك ما كان يصلي ولا يفعل ولا الخلفاء الراشدون ، وبعضهم قال يصلى على كل غائب بعينه لا على سبيل العموم يعني مثلا مات شخص صاحب لنا أو صديق أو ما أشبه ذلك فنصلي عليه سواء كان له شرف وجاه وفضل في المجتمع أم لا ، وبعضهم قال يصلى على كل من له غناء على المسلمين بعلمه أو ماله أو جهاده أو ما أشبه ذلك وأما عامة الناس فلا يصلى عليهم ، والقول الأخير وهو الصحيح أنه لا يصلى على أي غائب إلا من لم يصل عليه كرجل فقد في مفازة ولم يعثر على جسمه أو غرق في البحر أو ما أشبه ذلك فهذا يصلى عليه ، وقصة النجاشي لا تدل على الصلاة على كل من فيه غناء للمسلمين ومصلحة لأن النجاشي في بلاد كفر ولا يعرفون الصلاة ولم يصل عليه فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل لهذا القول الراجح أنه مات أعيان من الصحابة رضي الله عنهم في علمهم وفي جهادهم وفي إنفاقهم ولم يصل عليهم ، نعم