فوائد حديث المرأة التي كانت تبكي عند القبر . حفظ
الشيخ : استدل بعض العلماء بهذا الحديث على جواز زيارة المرأة القبور قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهها والجواب عن هذا أن يقال : القاعدة الشرعية أن النصوص إذا صار ظاهرها التعارض فإننا نأخذ بالمحكم منها وهو الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا فالنهي عن زيارة القبور للنساء واضح صريح ( لعن زائرات القبور ) هذا الحديث ليس بصريح لأن هذه المرأة يحتمل أن لشدة ما بها من الأسى والحزن لم تملك نفسها أن تخرج لتبكي عند قبر ابنها فعذرها النبي صلى الله عليه وسلم بما يعلم عليه الصلاة والسلام من حالها ولهذا رخص للإنسان أن يحد على الميت ثلاثة أيام وإن لم يكن زوجا ويحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد بقوله ( اتقي الله واصبري ) أي ولا تخرجي للقبر وتبكي عنده فيكون الأمر بالتقوى عاما لتقوى الله تعالى في ترك البكاء عند القبر وكذلك في الخروج هذا احتمالين الاحتمال الثالث يحتمل أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما رأى بها من المصيبة العظيمة وأنها لم تملك أن تبقى في بيتها حتى خرجت إلى قبر ابنها لم يذكر لها زيارة القبور رفقا بها في هذه الحال ، المهم أن هذه قضية عين لها احتمالات ولعن زائرات القبور لفظ عام محكم لا يعارض بهذه القضية العينية.