فائدة : كيفية التغسيل بالسدر . حفظ
الشيخ : وقد ذكر العلماء رحمهم الله كيفية التغسيل بالسدر فقالوا يؤتى بالماء في قدر ويوضع فيه السدر المدقوق ثم يخبط باليد حتى تطير رغوته فتؤخذ الرغوة ويغسل بها الرأس لأن الرأس فيه شعر ، ولو غسل بتفل السدر لشق إزالته عنه فيغسل بالرغوة لأنه يحصل بها التنظيف بدون أن يبقى تفل ، والباقي يغسل به سائر الجسد ، ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي في تغسيل الميت أن يجعل في آخر الغسلة كافور والكافور نوع من الطيب معروف ، قال أهل العلم : وفيه فائدتان الفائدة الأولى تصليب الجلد يجعله صلبا ، والثاني أنه يطرد الهوام والإنسان في القبر قد يكون فيه هوام النمل تخرق حتى تصل إلى البدن أو غير ذلك ، ولكن يكون في الغسلة الأخيرة فيدق الكافور ويخلط في الماء الذي يكون في آخر غسلة ، ومن فوائد هذا الحديث شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على بناته ، وهذا أمر طبيعي كل إنسان يشفق على أولاده إلا من نزع الله الرحمة من قلبه والعياذ بالله ، وفيه أيضا دليل على صلة النبي صلى الله عليه وسلم لرحمه لأن إحسان الإنسان إلى أولاده من باب صلة الرحم وإحسان الأولاد إلى آبائهم وأمهاتهم من باب البر ، وكثير من الناس يغفل عن مسألة صلة الرحم في الأولاد ولكن ينبغي أن تستحضر هذا إذا أتيت لهم بملابس أو مآكل أو مشارب انوِ بها مع القيام بالواجب أنك واصل للرحم حتى تكون من الواصلين ، ومن فوائد هذا الحديث التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام أعطاهن حقوه يعني إزاره وسماه حقوا لأنه يربط بالحقو ، ولكن هل التبرك يسري في من حقق اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام من الأئمة أو لا ؟ الصواب لا الصواب أنه لا يتبرك إلا بآثار محمد صلى الله عليه وسلم ويدل لهذا أن الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يتبركون بآثار الفضلاء منهم ، لم يتبركوا بآثار أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من أفاضل الصحابة ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم له خاصية في هذا يتبرك بثيابه وبعرقه وبريقه وبكل ما يتصل به صلوات الله وسلامه عليه ، وفيه أيضا من فوائد هذا الحديث أنه ينبغي ملاصقة ما فيه البركة لقوله : ( أشعرنها إياه ) يعني اجعلنه مما يلي بدنها بشرتها ليس في اللفافة العليا بل في اللفافة المباشرة للبشرة نعم ، وفيه أيضا أنه يبدأ بالميامن يعني بعد أن تغسل مواضع الوضوء يبدأ بالميامن يعني الجانب الأيمن من الجسد الفخذ الأيمن العضد الأيمن الشق الأيمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيامن في كل شيء ، وفيه أيضا من فوائده أن شعر المرأة يجعل ثلاثة قرون ، قرن في الوسط وقرن في اليمين وقرن في الشمال ، وهل يقاس على ذلك ما لو مات الرجل وعليه شعر كشعر المرأة ؟ الظاهر نعم ، الظاهر كذلك لأن الأصل تساوي الرجال والنساء في الأحكام إلا بدليل ، فإذا قال قائل ما هو الدليل على مشروعية جعل رأسها ثلاثة ظفائر ؟ قلنا لأن أم عطية رضي الله عنها كانت هي التي تغسل النساء فهي إما أن تتلقاه من الرسول صلى الله عليه وسلم وإما أن يكون هذا معلوما عندهم علما شبه ضروري وأدنى ما فيه أنهن يتعبدن بذلك ولم ينهين عنه في زمن ينزل فيه الوحي.