فوائد الحديث . حفظ
الشيخ : ومن فوائده استعمال السدر مع الماء في تغسيل الميت ولو كان محرما ، وإذا جاز الاغتسال بالماء المخلوط بالسدر في حال الموت فهو جائز أيضا في حال الحياة ، ومن فوائده أن الماء المتغير بالطاهر أو أن تغير الماء بالطاهر لا يسلبه طهوريته لأنه لو كان يسلبه الطهورية لم يكن لاستعماله فائدة ، وهذا القول هو الراجح أن أقسام المياه اثنان فقط طهور ونجس وليس هناك شيء يسمى طاهرا ، وتقسيم بعض الفقهاء رحمهم الله الماء إلى طهور وطاهر ونجس وقال إن الطهور هو الطاهر بنفسه المطهر لغيره والنجس ما تغيرت النجاسة أو لاقاها وهو يسير والطاهر ما كان طاهرا بنفسه غير مطهر لغيره ، فهذا التقسيم لا دليل عليه ومثل هذا لو كان من شريعة الله لكان مبينا بيانا واضحا لأنه يتعلق به الطهارة والصلاة والطواف وغير ذلك مما تشرع له الطهارة ، ومن فوائد هذا الحديث وجوب التكفين لقوله : ( كفنوه ) وهو فرض كفاية وقوله : ( في ثوبين ) أكثر الروايات في ثوبيه وهذا هو الأقرب يعني في ثوبين أي الإزار والرداء الذين كان محرما بهما ، فيؤخذ منه أنه ينبغي في تكفين المحرم الذي لم يحل التحلل الأول أن يكون في ثوبي إحرامه ، ويشبه هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يدفن الشهداء في ثيابهم التي قتلوا فيها ، وعليه فنقول الأفضل في تكفين المحرم إذا مات قبل التحلل الأول أن يكفن في ثوبيه ، ومن فوائد هذا الحديث أن الكفن واجب من تركة الميت لقوله : ( في ثوبيه ) وأن كفنه مقدم على الدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل هل عليه دين أم لا ؟ ومن حيث النظر أن كفن الميت بمنزلة ثياب المدين المفلس ، فكما أن المدين إذا فُلس في الحياة لا تباع ثيابه ولا أوانيه فكذلك إذا مات فإن تكفينه مقدم على الدين ، ومن فوائد هذا الحديث مشروعية تحنيط الميت ، قال العلماء والحنوط أخلاط من الطيب تجعل في مغابن الميت وفي مواضع السجود ويلف عليه الكفن ليقدم على ربه تبارك وتعالى طاهرا طيب الرائحة ، ومن فوائده تحريم الطيب على المحرم وهذا فيما إذا كان ابتداء أما إذا كان الإنسان قد تطيب قبل إحرامه فلا حرج عليه أن يستديمه بعد الإحرام ، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها : " كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم " أو قالت : كنت أنظر ، ومن فوائد هذا الحديث وجوب كشف رأس الميت إذا مات قبل التحلل الأول لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تخمروا رأسه ) كما أن المحرم إذا كان حيا فإنه لا يغطى رأسه ، وهذا بالنسبة للرجل أما المرأة فإنه يغطى رأسها كما لو كانت حية ، ومن فوائد الحديث إثبات البعث لقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه يبعث ) والبعث هو إخراج الموتى من قبورهم ومتى يكون ذلك ؟ يكون يوم القيامة ويوم القيامة هو اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين ، وسمي بذلك لثلاثة أوجه أولا أن الناس يقومون فيه لله رب العالمين والثاني أنه يقام فيه العدل والثالث أنه يقوم فيه الأشهاد ، ومن فوائد هذا الحديث إثبات كلام الناس يوم القيامة وأن هذا الرجل يبعث كأنه في حال إحرامه ملبيا يقول لبيك اللهم لبيك ، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الحج شبيه بالجهاد ، ولذلك من مات فيه يبعث على ما هو ، عليه كالشهيد إذا بعث يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك ، ولهذا تجدون الله عز وجل ذكر آيات الحج بعد الأمر بالإنفاق في سبيل الله فقال : (( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين وأتموا الحج والعمرة لله )) وقد ذهب كثير من العلماء إلى جواز صرف الزكاة في حج الفريضة لمن ليس عنده مال ، وقال إن الحج في سبيل الله واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم حين سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( يا رسول الله هل على النساء جهاد ؟ قال : عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة )