حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) حفظ
القارئ : حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال : اتقي الله واصبري ، قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى )
الشيخ : هذا الحديث فيه زيارة القبور لكن كيف نستدل به على ثبوت زيارة القبور ؟ لأنه يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم زار المقبرة وقد صح في * صحيح مسلم * أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كنتم نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الموت ) وفي لفظ ( تذكر الآخرة ) فزيارة القبور سنة ولكنها لمصلحة أهل القبور لا لمصلحة الزائر إلا في الأجر الذي يحصل له بالزيارة ، وأما أن يحصل بذلك دفع ضرر أو جلب منفعة فلا ، كذلك استدل بعض العلماء على ثبوت زيارة النساء للقبور لأن هذه المرأة زارت قبر ولدها ، وفي هذا الاستدلال نظر لأن هذه امرأة مصابة بمصيبة عظيمة فخرجت لقبر ولدها فقط تبكي من شدة الوله على ولدها ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( اتقي الله واصبري ) يعني اصبري على المصيبة ولا تبكي عند القبر إلا أن المرأة كانت مصيبتها شديدة ولهذا قالت إنك لم تصب بمصيبتي وطلبت منه أن يبتعد عنها ولم تعلم أنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما علمت أنه الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت تعتذر لأنها لم تعرفه فقال لها : ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) أي صدمة المصيبة الأولى ، ولذلك ينبغي للإنسان أن يصبر حقيقة على المصائب أن يتلقى المصيبة من أولها بالصبر.