فوائد حديث : ( إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه ) . حفظ
الشيخ : وفي هذا دليل على ما أشرنا إليه سابقا وهو أن الحديث إذا خالف ظاهر القرآن فإنه لا يعتد به ولهذا عارضت أم المؤمنين رضي الله عنها الحديث الذي سمعته بالقرآن (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) لكنها رضي الله عنها أن العذاب هو العقوبة ومعلوم أنه لا يعاقب الإنسان بعمل غيره فإذا حملنا العذاب على ما أشرنا إليه أنه هو التألم والتململ مما حصل زال الإشكال ولم يكن في الحديث معارضة للآية والله أعلم.
القارئ : قال رحمه الله تعالى في باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعذب الميت ببعض بكاء أهله ) إذا كان النوح من سنته :
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة ..
الشيخ : البخاري رحمه الله يقول ببعض بكائه احترازا من البكاء الذي تأتي به الطبيعة والجبلة فإنه لا يعذب به لكن يعذب بالبكاء الذي أوصى به من النياحة فاحترز رحمه الله بقوله ببعض من هذا التفصيل الذي ذكرناه نعم ، قوله لقوله تعالى : (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) كأنه يشير إلى أنه إذا كان النوح من سنتهم وعادتهم يجب عليه أي على الميت بأن يوصيهم بأن لا ينوحوا لأن الله يقول : (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم.
القارئ : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ومسؤول عن رعيته )
الشيخ : هذا كالأول يعني أنه استدل بهذا الحديث أنه إذا كان من عادته وسنته أعني النوح يجب عليه أن يوصي بمنعه والنهي عنه نعم.
القارئ : فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها : (( لا تزر وازرة ووزر أخرى )).
الشيخ : يعني معناه أنه لا يعذب الميت إذا لم يكن من عادته النوح.
القارئ : وهو كقوله : (( وإن تدع مثقلة )) ذنوبا (( إلى حملها لا يحمل منه شيء )) وما يرخص من البكاء في غير نوح ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل ) .
الشيخ : هذا كالدفع لمن يعترض فيقول هذا ابن آدم الذي قتل عليه كفل من عذاب القاتلين فأجاب البخاري رحمه الله بأن السبب في ذلك أنه أول من سن القتل فكان عليه وزره ووزر من علم به إلى يوم القيامة نعم.
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف.
الشيخ : لا حدثنا عبدان.
القارئ : نعيد الباب يا شيخ قرأناه شرحناه إلى حديث عبد الله بن عباس.
الشيخ : اقرأ يا رجّال الله يهديك
القارئ : حدثنا عبدان ومحمد قالا أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم بن سليمان عن أبي عثمان قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : ( أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابناً لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول : إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .
الشيخ : هل علقنا على هذا ؟
الطلاب : نعم
الشيخ : طيب نعم.
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن بلال بن علي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( شهدنا بنتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر قال فرأيت عينيه تدمعان قال فقال : هل منكم رجل لم يقارف الليلة فقال أبو طلحة أنا قال فأنزل قال فنزل في قبرها ) .
الشيخ : قوله في الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر يعني عنده كما تقول واقف على القبر يعني عنده وهذا أيضا علقنا عليه ولا ؟ طيب.
القارئ : حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال : ( توفيت ابنة لعثمان رضي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك ثم حدث قال صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال ادعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق بأمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه وا صاحباه فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه ، قال ابن عباس رضي الله عنهما فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه ، وقالت حسبكم القرآن : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك : والله هو أضحك وأبكى ، قال ابن أبي مليكة : والله ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئاً )
الشيخ : فما نفته عائشة رضي الله عنها واستدلت بالآية يراد به العذاب الذي هو العقوبة أما العذاب الذي هو التألم وضيق النفس بهذا فإن هذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم أنه يعذب بما نيح عليه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن السفر قطعة من العذاب ) وهو ليس عقوبة لكن الإنسان يتأهب للسفر ويتحسس به وبهذا تجتمع الأدلة ولا يحصل إشكال.
القارئ : قال رحمه الله تعالى في باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعذب الميت ببعض بكاء أهله ) إذا كان النوح من سنته :
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة ..
الشيخ : البخاري رحمه الله يقول ببعض بكائه احترازا من البكاء الذي تأتي به الطبيعة والجبلة فإنه لا يعذب به لكن يعذب بالبكاء الذي أوصى به من النياحة فاحترز رحمه الله بقوله ببعض من هذا التفصيل الذي ذكرناه نعم ، قوله لقوله تعالى : (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) كأنه يشير إلى أنه إذا كان النوح من سنتهم وعادتهم يجب عليه أي على الميت بأن يوصيهم بأن لا ينوحوا لأن الله يقول : (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم.
القارئ : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ومسؤول عن رعيته )
الشيخ : هذا كالأول يعني أنه استدل بهذا الحديث أنه إذا كان من عادته وسنته أعني النوح يجب عليه أن يوصي بمنعه والنهي عنه نعم.
القارئ : فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها : (( لا تزر وازرة ووزر أخرى )).
الشيخ : يعني معناه أنه لا يعذب الميت إذا لم يكن من عادته النوح.
القارئ : وهو كقوله : (( وإن تدع مثقلة )) ذنوبا (( إلى حملها لا يحمل منه شيء )) وما يرخص من البكاء في غير نوح ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل ) .
الشيخ : هذا كالدفع لمن يعترض فيقول هذا ابن آدم الذي قتل عليه كفل من عذاب القاتلين فأجاب البخاري رحمه الله بأن السبب في ذلك أنه أول من سن القتل فكان عليه وزره ووزر من علم به إلى يوم القيامة نعم.
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف.
الشيخ : لا حدثنا عبدان.
القارئ : نعيد الباب يا شيخ قرأناه شرحناه إلى حديث عبد الله بن عباس.
الشيخ : اقرأ يا رجّال الله يهديك
القارئ : حدثنا عبدان ومحمد قالا أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم بن سليمان عن أبي عثمان قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : ( أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابناً لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول : إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .
الشيخ : هل علقنا على هذا ؟
الطلاب : نعم
الشيخ : طيب نعم.
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن بلال بن علي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( شهدنا بنتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر قال فرأيت عينيه تدمعان قال فقال : هل منكم رجل لم يقارف الليلة فقال أبو طلحة أنا قال فأنزل قال فنزل في قبرها ) .
الشيخ : قوله في الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر يعني عنده كما تقول واقف على القبر يعني عنده وهذا أيضا علقنا عليه ولا ؟ طيب.
القارئ : حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال : ( توفيت ابنة لعثمان رضي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك ثم حدث قال صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال ادعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق بأمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه وا صاحباه فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه ، قال ابن عباس رضي الله عنهما فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه ، وقالت حسبكم القرآن : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك : والله هو أضحك وأبكى ، قال ابن أبي مليكة : والله ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئاً )
الشيخ : فما نفته عائشة رضي الله عنها واستدلت بالآية يراد به العذاب الذي هو العقوبة أما العذاب الذي هو التألم وضيق النفس بهذا فإن هذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم أنه يعذب بما نيح عليه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن السفر قطعة من العذاب ) وهو ليس عقوبة لكن الإنسان يتأهب للسفر ويتحسس به وبهذا تجتمع الأدلة ولا يحصل إشكال.