قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : يقول : " في حديث عبد الرحمن بن عوف ومحمود بن لبيد ولا نقول ما يسخط الرب "
الشيخ : فقط ؟ شرحه ، فقال به عبد الرحمن بن عوف من هذا إلى آخره.
القارئ : " قوله وأنت يا رسول الله قال الطيبي فيه معنى التعجب والواو تستدعي معطوفا عليه أي الناس لا يصبرون على المصيبة وأنت تفعل كفعلهم كأنه تعجب لذلك منه مع عهده منه أنه يحث على الصبر وينهى عن الجزع ، فأجابه بقوله : ( إنها رحمة ) أي الحالة التي شاهدتها مني هي رقة القلب على الولد لا ما توهمت من الجزع انتهى ، ووقع في حديث عبد الرحمن بن عوف نفسه فقلت يا رسول الله تبكي أولم تَنه عن البكاء وزاد فيه ( إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان ، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان ) قال : ( إنما هذا رحمة ومن لا يرحم لا يرحم ) وفي رواية محمود بن لبيد فقال : ( إنما أنا بشر ) وعند عبد الرزاق من مرسل مكحول : ( إنما أنهى الناس عن النياحة أن يندب الرجل بما ليس فيه ) ، قوله ثم أتبعها بأخرى في رواية الإسماعيلي ثم أتبعها والله بأخرى بزيادة القسم قيل أراد به أنه أتبع الدمعة الأولى بدمعة أخرى ، وقيل أتبع الكلمة الأولى المجملة وهي قوله إنها رحمة بكلمة أخرى مفصلة وهي قوله : ( إن العين تدمع ) ويؤيد الثاني ما تقدم من طريق عبد الرحمن ومرسل مكحول ، قوله إن العين تدمع إلى آخره في حديث عبد الرحمن بن عوف ومحمود بن لبيد ( ولا نقول ما يسخط الرب ) وزاد في حديث عبد الرحمن في آخره ( لولا أنه أمر حق ووعد صدق وسبيل نأتيه وأن آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا ) ونحوه في حديث أسماء بنت يزيد ومرسل مكحول وزاد في آخره وفصل رضاعه في الجنة ، وفي آخر حديث محمود بن لبيد .. "
الشيخ : فصل يعني فصاله لأن إبراهيم رضي الله عنه توفي قبل أن يتم السنتين فلذلك كان له مرضع في الجنة ، الله أكبر ، نعم.
القارئ : " وقال إن له مرضع في الجنة ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرا وذكر الرضاع وقع في آخر حديث أنس عند مسلم من طريق عمرو بن سعيد عنه إلا أن ظاهر سياقه الإرسال فلفظه قال عمرو ( فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي وإن له لظئرين يكملان رضاعه في الجنة ) وسيأتي في أواخر الجنائز حديث البراء ( إن لإبراهيم لمرضع في الجنة ) فائدة في وقت وفاة إبراهيم عليه السلام جزم الواقدي بأنه مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر ، وقال ابن حزم مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر .. "
الشيخ : ثلاثة أشهر كم يكون ماذا يكون ؟ قبل ... ثلاثة أشهر ، الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في 12 ربيع الأول 12 صفر شهر 12 ذي الحجة شهرين 12 أي محرم شهر ، 12 صفر يا أخي الرسول مات في ربيع الأول 12 ربيع الأول ارجع 12 صفر هذا شهر 12 محرم شهر 12 ذي الحجة شهر ، هذه ثلاثة كل هذا غلط فإنه لم يمت رضي الله عنه في هذا ، لا ما قال الواقدي ولا هذا ، وهذا شيء مستحيل أن يموت في هذا التاريخ لأنه في الأحاديث الصحاح المتفق عليها أن الشمس كسفت يوم موت إبراهيم والشمس لا يمكن أن تكسف في هذه الأيام لا في 12 ولا في 10 ولا في 20 ولهذا حقق المؤرخون الفلكيون أن موته كان في 29 من شوال موت إبراهيم رضي الله عنه ، وهذا هو المطابق للواقع فالقول بأنه مات في غير هذا لا صحة له نعم. خلص ؟
القارئ : لا باقي شوي " وقال ابن حزم مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر واتفقوا على أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان قال ابن بطال وغيره هذا الحديث يفسر البكاء المباح والحزن الجائز وهو ما كان بدمع العين ورقة القلب من غير سخط لأمر الله ، وهو أبين شيء وقع في هذا المعنى ، وفيه مشروعية تقبيل الولد وشمه ومشروعية الرضاع وعيادة الصغير والحضور عند المحتضر ورحمة العيال وجواز الإخبار عن الحزن .. "
الشيخ : أما عيادة الصغير فقد ينازع في هذا لأن إبراهيم ابنه وقلبه متعلق به ، نعم لو فرض أن هذا الصغير له أب وتريد مثلا أن تعوده من أجل قلب أبيه هذا صحيح ، أما صغير لا يعرف الأمور ولا يعرف الحقوق ففي النفس من هذا شيء لأن إبراهيم صغير نعم.
القارئ : " وجواز الإخبار عن الحزن وإن كان الكتمان أولى ، وفيه وقوع الخطاب للغير وإرادة غيره بذلك وكل منهما مأخوذ من مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ولده ، مع أنه في تلك الحالة لم يكن ممن يفهم الخطاب لوجهين : أحدهما صغره والثاني نزاعه ، وإنما أراد بالخطاب غيره من الحاضرين إشارة إلى أن ذلك لم يدخل في نهيه السابق ، وفيه جواز الاعتراض على من خالف .. "
الشيخ : أو يقال هذا أسلوب معتاد أن الصغير يخاطب مثل العاقل فالإنسان يأخذ ولده فيقول يا حبي لك ومثلا أعجبتني وما أشبه ذلك من الخطابات المعروفة ، فهو أسلوب معروف مألوف ولا حاجة أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يفهم من عنده بما يقول إي نعم.
القارئ : " وفيه جواز الاعتراض على من خالف فعله ظاهر قوله ليظهر الفرق ، وحكى ابن التين قول من قال إن فيه دليلا على تقبيل الميت وشمه ورده بأن القصة إنما وقعت قبل الموت .. "
الشيخ : لكن ثبت عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته فتقبيل الميت لا بأس به ، نعم