تتمة شرح الحديث : حدثنا أصبغ أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى ) وقال سليمان عن يحيى أخبرني ابن شهاب بهذا وعن ابن أبي عتيق وموسى عن ابن شهاب مثله وقال شعيب عن الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي سعيد قوله وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام حدثني الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد عن أبي سلمة عن أبي سعيد قوله وقال عبيد الله بن أبي جعفر حدثني صفوان عن أبي سلمة عن أبي أيوب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : وأولاده لأنهم بطانة وقد قال الله تعالى : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ))(( إن من أموالكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )) لكن الإشكال من نبي هذا يحتاج أن نسمع للشرح.
القارئ : " قوله ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة ) في رواية صفوان بن سليم ما بعث الله من نبي ولا بعده من خليفة والرواية التي في الباب تفسر المراد بهذا وأن المراد ببعث الخليفة استخلافه ووقع في رواية الأوزاعي ومعاوية بن سلام ما من وال وهي أعم قوله بطانة تأمره بالمعروف في رواية سليمان بالخير وفي رواية معاوية بن سلام بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وهي تفسر المراد بالخير قوله وتحضه عليه بالحاء المهملة وضاد معجمة ثقيلة أي ترغبه فيه وتؤكده عليه قوله وبطانة تأمره بالشر في رواية الأوزاعي وبطانة لاتألوه خبالا وقد استشكل هذا التقسيم بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه وإن جاز عقلا أن يكون فيمن يداخله من يكون من أهل الشر لكنه لا يتصور منه أن يصغي إليه ولا يعمل بقوله لوجود العصمة وأجيب بأن في بقية الحديث الإشارة إلى سلامة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله ( فالمعصوم من عصم الله تعالى ) فلا يلزم من وجود من يشير على النبي صلى الله عليه وسلم بالشر أن يقبل منه وقيل المراد بالبطانتين في حق النبي الملك والشيطان وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولكن الله أعانني عليه فأسلم ) وقوله لا تألوه خبالا أي لا تقصر في إفساد أمره لعمل مصلحتهم وهو اقتباس من قوله تعالى : (( لا يألونكم خبالا )) ونقل بن التين عن أشهب أنه ينبغي للحاكم أن يتخذ من يستكشف له أحوال الناس في السر وليكن ثقة مأمونا فطنا عاقلا لأن المصيبة إنما تدخل على الحاكم المأمون من قبوله قول من لا يوثق به إذا كان هو حسن الظن به فيجب عليه أن يتثبت في مثل ذلك قوله فالمعصوم من عصم الله في رواية بعضهم من عصمه الله بزيادة الضمير وهو مقدر في الرواية الأخرى ووقع في رواية الأوزاعي ومعاوية بن سلام ومن وقي شرها فقد وقي وهو من الذي غلب عليه منهما وفي رواية صفوان بن سليم فمن وقي بطانة السوء فقد وقي وهو بمعنى الأول والمراد به إثبات الأمور كلها لله تعالى فهو الذي يعصم من شاء منهم فالمعصوم من عصمه الله لا من عصمته نفسه إذ لا يوجد من تعصمه نفسه حقيقة إلا إن كان الله عصمه وفيه إشارة إلى أن ثم قسما ثالثا وهو أن من يلي أمور الناس قد يقبل من بطانة الخير دون بطانة الشر دائما وهذا اللائق بالنبي ومن ثم عبر في آخر الحديث بلفظة العصمة وقد يقبل من بطانة الشر دون بطانة الخير وهذا قد يوجد ولا سيما ممن يكون كافرا وقد يقبل من هؤلاء تارة ومن هؤلاء تارة فإن كان على حد سواء فلم يتعرض له في الحديث لوضوح الحال فيه وإن كان الأغلب عليه القبول من أحدهما فهو ملحق به إن خيرا فخير وإن شرا فشر وفي معنى حديث الباب حديث عائشة مرفوعا ( من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه ) قال ابن التين يحتمل أن يكون المراد بالبطانتين الوزيرين ويحتمل أن يكون الملك والشيطان وقال الكرماني يحتمل أن يكون المراد بالبطانتين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة المحرضة على الخير إذ لكل منهما قوة ملكية وقوة حيوانية انتهى والحمل على الجميع أولى إلا أنه جائز أن لا يكون لبعضهم إلا البعض وقال المحب الطبري البطانة الأولياء والأصفياء وهو مصدر وضع موضع الاسم يصدق على الواحد والاثنين والجمع مذكرا ومؤنثا قوله وقال سليمان ". الشيخ : لكن المعنى الأخير فيه نظر أن المراد بالبطانة النفس الأمارة بالسوء والنفس المطمئنة هذا بعيد بل ظاهر الحال أنهم الأصحاب.
تتمة شرح حديث : ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان ... )
الشيخ : ويبقى بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد يأتيه أحد من المنافقين ينافق عنده ويتزين أمامه ويصغي إليه بالمشورة وهو صاحب شر تحمل على هذا على أنه بطانة السوء أن من المنافقين من يأتي إلى النبي ويتكلم عنده بما يظنه النبي خيرا وهو شر وقد قال الله تعالى : (( وإن يريدون خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ))(( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) لكنه لا يتخذهم بطانة يركن إليهم دائما لأن هذا ينافي العصمة نعم.
السائل : ... يجب ان يكون نبيا ؟ الشيخ : لا ما يلزم إنما قال : ( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ) وقال تعالى : (( وأنفقوا مما جلعكم مستخلفين فيه )) .
في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن الشيطان ( ولكن الله أعانني عليه فأسلم ) هل أسلم الشيطان ؟
السائل : ... الشيخ : لا الشيطان ما أسلم إسلاما لله إما أنه من باب الحديث فيه روايتان ولكن الله أعانني عليه فأسلمَ أسلم هو ومعنى أسلم استسلم فلم يكن ليسلط عليه واللفظ الثاني ولكن الله أعانني عليه فأسلمُ على أنها للاستئناف يعني فأنا أسلم منه وسواء هذا أو هذا فالمعنى الأول أشد لأن كونه استسلم فيه الدفع يعني دفع الشيطان وزيادة وأما فأسلم أنا ففيه الدفع فقط. السائل : ... الشيخ : لا من الإسلام الحقيقي اللي هو الإسلام لله. السائل : فصار لا يأمرني إلا بخير. الشيخ : نعم استسلم. السائل : يأمر الرسول بخير. الشيخ : استسلم ما هو أسلم.
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن الوليد أخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
القارئ : حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن الوليد. الشيخ : لأنه لو كان إسلاما حقيقيا لقال ولكن الله هداهم فأسلم حتى يبين فضله وأنه رجع إلى الإسلام وأنه اعتنق الإسلام لكن المعنى استسلم وصار لا يأمره إلا بخير من باب المداراة والنفاق وما أشبه ذلك. القارئ : عن عبادة بن الصامت قال : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ). الشيخ : يقول بايعنا على السمع والطاعة لمن ؟ له للرسول عليه الصلاة والسلام في المنشط والمكره يعني ما دمنا نشطين مقبلين أو عندنا ضعف وأجيب ونحن على ضعف كالمكرهين وهذه المبايعة للرسول عليه الصلاة والسلام تشمل المبايعة للخلفاء بعده بدليل قوله : ( وأن لا ننازع الأمر أهله ) ولكن كوننا لا ننازع الأمر لا يمنع أن نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله لومة لائم.
فوائد حديث : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم .
الشيخ : وفي هذا الحديث قوله : ( وان لا ننازع وان نقول ) أو نقول بالحق حيثما كنا دليل على أن قول الحق لا يعد منازعة لولاة الأمور وأن الإنسان إذا قال الحق فلا يعد هذا خروجا على الإمام ولا منازعة له في أمره ولكن المداراة مطلوبة مع الإصرار على قول الحق والمداري غير المداهن المداهن هو الذي يوافق خصمه على ما عنده والمداري هو الذي يثبت على الحق الذي معه ولكن يدرأ شره فيداريه ويتلطف معه وينتهز الفرصة في قول ما يريد نعم.
حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فقال ( اللهم إن الخير خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره ) فأجابوا نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
القارئ : حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه : ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فقال : اللهم إن الخير خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره . فأجابوا : " نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا " ). الشيخ : خرج النبي عليه الصلاة والسلام في غداة باردة متى كانت ؟ في شوال الخندق في السنة الخامسة الآن ممكن أن نعرف أنها إن كانت في الشتاء يمكن أن نعرف متى كانت حجة الوداع لأن حجة الوداع يقال إنها كانت في فصل الربيع عند تساوي الليل والنهار وقوله عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إن الخير خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره ) تقديم الأنصار مراعاة للسجع فيستفاد منه أن السجع إذا جاء على وفق الطبيعة بدون تكلف فإنه لا بأس به ولا يذم صاحبه ومن ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ) أما إذا قصد بالسجع رد الحق أو كان متكلفا فإنه مذموم والأول أشد ذما ومنه قول حمد بن النابغة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في المرأتين اللتين اقتلتا قضى بغرة في الجنين وأن على عاقلة المرأة دية قام حمد بن النابغة وقال : " يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل " قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما هو من إخوان الكهان ) من أجل سجعه الذي سجع وتقديم المفضول من أجل المراعاة في السجع أو مراعاة أسلوب الكلام جاء حتى في القرآن ففي سورة طه (( قالوا آمنا برب هارون وموسى )) مع أن موسى أفضل ويقدم في كل الآيات لكن في هذه الآية من أجل مراعاة فواصل الآيات فأجابوا نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا دليل على جواز الإنشاد الإنشاد وأنه لا بأس به لكن بشرط ألا يتضمن كذبا وألا يحصل به فتنة وأن يكون معناه معلوما صحيحا نعم سليم. السائل : ... الشيخ : صحيح ما في شك وقت السير يشد على الإبل. السائل : ...
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا ( فيما استطعتم )
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا : فيما استطعتم ).
فوائد حديث : كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا ( فيما استطعتم ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم في هذا دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يعتمد على ما في قلبه من الجزم عند فعل الأشياء بل يقيد ذلك بما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم : ( فيما استطعت ) لأن الإنسان ربما يكون في نفسه شيء من القوة والحماس في أول الأمر ثم يتقاعس فيما بعد فإذا قال فيما استطعت صار معه فسحة نعم.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الله بن دينار قال شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال كتب إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت وإن بني قد أقروا بمثل ذلك
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الله بن دينار قال : " شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال كتب : إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت وإن بني قد أقروا بمثل ذلك ".
حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا سيار عن الشعبي عن جرير بن عبد الله قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فلقنني ( فيما استطعت والنصح لكل مسلم )
القارئ : حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا سيار عن الشعبي عن جرير بن عبد الله قال : ( بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فلقنني : فيما استطعت والنصح لكل مسلم ). الشيخ : والنصح ِ هذا كالأول أنه ينبغي للإنسان أن يقيد فيقول فيما استطعت لكي لا يرد عليه يوم من الأيام فيكون عاجزا أو يكون عليه مشقة في ذلك فيكون قد أعطى نفسه فرصة.
بالنسبة للنصح قد يفضل الإنسان بعض المسلمين على بعض هل يجوز هذا ؟
السائل : بالنسبة للنصح ... والإنسان يفضل بعض الناس على بعض ... الشيخ : ينصح لكل مسلم كل مسلم يخاطبه بما تليق به حاله أو بما يليق بحاله يعني يختلف مكالمته لفلان مع فلان النصح يجب لكل مسلم كل مسلم يجب عليك أن تود له الخير نعم يا خالد.
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ) هل يدخل في هذا أيضاً ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ) في سيد الاستفغار يدخل في هذا المعنى ؟ الشيخ : يدخل في هذا المعنى مع أن قوله فيما استطع فيه شدة من جهة وتخفيف من جهة فيه شدة من جهة أنك لا تألو جهدا مدى الاستطاعة وفيه تخفيف من جهة أن ما لا يمكنك فإنك لا تستطيع أن تكون على عهد الله نعم.
السائل : حكم النصيحة واجبة أو مستحبة أو سنة ؟ الشيخ : أولا ما الفرق بين مستحبة أو سنة أو جاءت عفوا ؟ السائل : لا أريد الحكم. الشيخ : لا أنت قلت واجبة أو مستحبة أو سنة واجبة صحيح أنها مقابل سنة لكن مستحبة طيب واجبة النصيحة واجبة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين نصيحة ) ثلاث مرات. السائل : ... الشيخ : لا اللي ما يستطيع كل الواجبات تسقط بالعجز مرت علينا بالقواعد المنظومة. يذكر أن جرير بن عبد الله رضي الله عنه بناء على هذه المبايعة اشترى فرسا من شخص اظنه بمئتي دينار أو درهم أنا بطيء العهد به فذهب فاستعمله فوجد أنه يساوي أربعمئة فرجع إلى البائع وقال إن فرسك يساوي أربعمئة ثم ذهب واستعمله فوجد أنه يساوي أكثر إلى ثمنمئة فوجد على البائع ثلاث أضعاف لأنه بايع النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم وإذا قارنت هذا مع حال الناس اليوم وجدت الفرق العظيم لو يربح درهما واحدا على أخيه ولو عن طريق الغش والكذب عند بعض الناس لكان أحب إليه من مفروح به.
حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني عبد الله بن دينار قال لما بايع الناس عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك
القارئ : حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني عبد الله بن دينار قال : " لما بايع الناس عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين : إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك ". الشيخ : الله أكبر لله دره عبد الله بن عمر قدم اللقب الذي يجب أن ينتبه له وهو قوله إلى عبد الله حتى لا يشمخ بأنفه فيقول إنه خليفة فبين له أنه مهما عظمت سلطته وقويت شوكته فإنه عبد لله لأن عبد الملك هي عبد لله لكن قد لا يكون على بال الإنسان إذا قال عبد الملك وهو علم قد لا يكون على باله الذل لله عز وجل أما إذا قال عبد الله صار في نفسه شعور بالذل نعم. السائل : ... الشيخ : لا.
كيف تكون نصيحة ولاة الأمور وكيف تكون نصيحة العلماء وكيف تكون نصيحة العامة ؟
السائل : كيف تكون نصيحة ولاة الأمور وكيف تكون نصيحة العلماء وكيف تكون نصيحة العامة ؟ الشيخ : نعم نصيحة ولاة الأمور والعلماء والعامة أن يسلك الإنسان أقرب طريق إلى حصول المقصود ومعلوم أن ولاة الأمور ذوي السلطة أنك إذا نصحتهم علنا وجهرا فسيملي عليهم الشيطان أنك تنتقد ولا تصلح فإذا كانوا لا يتحملون هذا انصحهم سرا وكذلك أيضا بعض العلماء أن ينصح أمام الناس جهرا فهذا تنصحه سرا بل حتى بعض العامة لا يتحمل أن تنصحه جهرا فالمهم الإنسان يسلك في هذا أقرب الطرق في حصول المقصود سواء كان بالكتابة أو بالمشافهة علنا أو سرا حسب ما يحصل به المقصود.
يقولون أن العلماء لا يناصحون ولاة الأمور ويتهمون العلماء بالتقصير فما نقول ؟
السائل : يقولون أن العلماء لا يبذلون النصيحة لولاة الأمور ويتهمون العلماء أنهم لا يناصحون ... الشيخ : ما مر علينا بالبخاري قصة أسامة لما قيل له ألا تكلم هذا الرجل يعني عثمان بن عفان فقال : " هل أنا إذا كلمته أخبرتكم " وفي حديث ابن عمر هذا دليل على أن المبايعة تكون بالكتابة لقوله : كتب.
الإنسان إذا رأى أن عالم أخطأ بشيء يتهم نفسه لأنم العالم أعلم منه وأتقى هل يجوز هذا التأويل ؟
السائل : الإنسان إذا رأى العالم أخطأ في شيء مثلا ولكن يتهم الإنسان نفسه بأن العالم أعلم منه وأكثر نظرا من هذا وهو يرى أن هذا خطأ لكن يؤول هذا هل يكون له وجه على التأويل أو يجب عليه ... الشيخ : لا يجب عليه أن ينصح بما يرى أنه أصلح قد لا يكون من المصلحة أن يتكلم على العالم أمام الناس فيرجأ المسألة حتى يكون بينه وبينه أو يكتب له ورقة مثلا بأن القضية كذا وكذا لأن أي إنسان معرض للخطأ عن جهل أو عن نسيان. السائل : ... الشيخ : إي يكتب له كتابة وهو إذا قرأ قامت عليه الحجة وإذا كانت فيه مناقشة لأنه ربما أن يقرأه ويرى أن الصواب معه هو ولا يتكلم عليها فإذا ناقشه بعد تفرق الناس وإذا انفرد به يكون هذا جيدا.
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال قلت لسلمة على أي شيء بايعتم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قال على الموت
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال قلت لسلمة : ( على أي شيء بايعتم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، قال : على الموت ). الشيخ : هذه المبايعة مبايعة خاصة على قتال قريش حين شاع الخبر أنهم قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل عثمان بن عفان لمفاوضة قريش لأن له قبيلة تحميه كبيرة ولما شاع الخبر بايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه على قتال قريش فبايعوه على ألا يفروا إلى الموت بايعوا على ذلك وكان عثمان غائبا فأخذ عليه الصلاة والسلام إحدى يديه بالأخرى وقال : ( هذه يد عثمان ) عثمان بن عفان رضي الله عنه نعم.
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم عبد الرحمن لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال أراك نائماً فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم انطلق فادع الزبير وسعداً فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي علياً فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام علي من عنده وهو على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئاً ثم قال ادع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما صلى للناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال أما بعد يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلاً فقال أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره : ( أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم عبد الرحمن لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال أراك نائماً فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم انطلق فادع الزبير وسعداً فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي علياً فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام علي من عنده وهو على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئاً ثم قال ادع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما صلى للناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال أما بعد يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلاً فقال أبايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون ). الشيخ : وفي هذا دليل واضح على صحة بيعة عثمان رضي الله عنه وأن عليا بايع وبايعه المهاجرون والأنصار والمسلمون فيكون في هذا رد على الرافضة الذين يقولون إن علي رضي الله عنه قد غصب وظلم وأن ممن غصبه أبو بكر وعمر ويلعنون أبا بكر وعمر بناء على أنهما ظلماه ظلما من ؟ علي بن أبي طالب وأخذا الخلافة من بعده والإمامة من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بل إني رأيت في كتاب الملل والنحل فرقة منهم تلعن علي بن أبي طالب أيضا تلعن أبا بكر وعمر وعلي بن أبي طالب تقول أما أبو بكر وعمر فهما ظالمان معتديان وأما علي فإنه لم يأخذ بالحق وكان عليه ألا يبايع وأن ينبذ هذه البيعة فلما وافقهما كان مستحقا للعنة إذا ما بقي أحد أبو بكر وعمر وعثمان كلهم ظلمة وعلي كذلك أيضا ما بقي أحد اللهم عافنا. القارئ : الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) الشيخ : نعم ما في شك.
السائل : ما معنى قوله ما أكتحلت هذه الليلة بكبير نوم ؟ الشيخ : يعني ما نمت. السائل : كبير نوم. الشيخ : نمت قليلا أو ما نمت إطلاقا. لا عندنا بكبير وفيها يمكن نسخة فيها كثير المعنى أنه ما نام نوما هنيئا هذه الثلاثة أو هذه الليلة على النسخة التي عندنا.
الرسول صلى الله عليه وسلم بايع الصحابة على الموت أن لا يفروا حتى الموت وفي سورة الأنفال قد خفف الله عن المؤمنين هل تكون هذه الآية مخصصة يعمل بها لحاجة أم تكون خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم بايع الصحابة على الموت أن لا يفروا حتى الموت وفي سورة الأنفال قد خفف الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين فجاء رجل هل تكون هذه مخصصة يعمل بها عند الحاجة أو تكون خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : لا المعنى أنه يجب أن يصابر اثنين أن الرجل يصابر اثنين لكن لو صابر أكثر ما في مانع يعني لا يحنو عليه أن يصابر أكثر إنما المحرم أن يفر من أقل من اثنين. السائل : يعني لا يفر حتى يموت. الشيخ : لا ما تكون مخصصة لأن الآية معناه يجب أن يصابر الواحد اثنين لكن لو صابر عشرة ما في مانع إي نعم. السائل : ... يقول ... كلما جاءت السنة ... الشيخ : لا قصده حديث الرسول المرفوع. السائل : لكن حتى الحديث المرفوع لا يرد عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : يا معاذ. الشيخ : لا هو يقصد يا علي. السائل : يعني هونداء خاص بعلي. الشيخ : إي نعم ردا على الرافضة عندهم أحاديث كثيرة يا علي لكن الرسول خاطب علي وحده لما خلفه في غزوة تبوك في أهله وقال : أجعلتني مع النساء قال : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدي ) يعني أخلفك في أهلي كما أن موسى خلف هارون في قومه.
حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فقال لي ( يا سلمة ألا تبايع ) قلت يا رسول الله قد بايعت في الأول قال ( وفي الثاني )
القارئ : حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال : ( بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فقال لي : يا سلمة ألا تبايع ، قلت يا رسول الله قد بايعت في الأول قال : وفي الثاني ). الشيخ : تكون الثانية من باب التأكيد نعم.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصابه وعك فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها )
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ( أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصابه وعك فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ) . الشيخ : الله أكبر عندنا وينصع طيبها المعنى واحد الأعراب هم البادية الذين يسكنون في البدو وغالبهم جفاة لا سيما أهل الإبل منهم فهذا الرجل بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصيب بوعك لأن المدينة كان فيها حمى فقال : أقلني بيعتي ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبى أن يقيله وفي هذا دليل على أن بيعة الإمام لازمة لا يمكن الانفكاك عنها فهي من ألزم العقود لكن الأعرابي لم يتحمل فخرج فبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المدينة تنفي خبثها وتنصع طيبها تظهره وتبينه والخبث تنفيه كما نفت هذا الأعرابي.
قال الحافظ في الشرح: وقال ابن المنير : ظاهر الحديث ذم من خرج من المدينة وهو مشكل فقد خرج منها جمع كثير من الصحابة وأجاب عنه شيخ الإسلام فقال المذموم من خرج منها كراهية فيها ... في هذه الأزمنة بعض الناس يخرجون من المدينة بسبب ما فيها من المشاكل والفتن والروافض هل هذا يجوز ؟
القارئ : " قال الحافظ في الشرح : وقال ابن المنير : ظاهر الحديث ذم من خرج من المدينة وهو مشكل فقد خرج منها جمع كثير من فضلاء الصحابة وأجاب عنه شيخ الإسلام فقال الجواب أن المذموم من خرج منها كراهية فيها ورغبة عنها ". الشيخ : هذا الصحيح. السائل : يا شيخ الآن هذه الأزمنة بعض الناس يتركون المدينة ويخرجون منها بسبب ما فيها من المشاكل وما فيها من الفتن وكثرة الروافض وغير ذلك هل هو داخل في هذا الكلام ؟ الشيخ : هذا مو صحيح هذا مو حل الواجب أنه يبقى فيها ويهدأ الفتن ويدعو الروافض إلى السنة أما إذا قلنا إذا حصل في أرض ما شيء خرجنا وتركنا معناه ما صار أحد نعم.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هو صغير ) فمسح رأسه ودعا له وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام : ( وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو صغير ، فمسح رأسه ودعا له وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله ). الشيخ : أفاد الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه صغير أن الصغير لا تؤخذ بيعته لأنه غير مكلف ولا يعقل الأمر كما ينبغي ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام مسح رأسه ودعا له فيستفاد منه مشروعية مسح رأس الصغير والدعاء له وفي آخر الحديث كان يضحي بالشاة هذا لا مناسبة لما سبق ولكنه حديث أدخل في حديث وهذا يفعله بعض الصحابة أو بعض الرواة يدخل حديثا في حديث لعله يخشى أن ينسى أو ما أشبه ذلك أو يكون المقام يقتضي هذا وإن كان سياق الحديث لا يساعد عليه لكن المقام يقتضي هذا مثل أن يكون الذي تحمل الحديث يحتاج أن ينبه على هذا الشيء قوله : كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله فيه دليل على التشريك في الأضحية والتشريك في الأضحية نوعان تشريك ملك وتشريك ثواب أما تشريك الملك فالبعير عن سبعة والبقرة عن سبعة ولا يشترك فيهما أكثر لو اشترك فيهما أكثر ما صح حتى قال العلماء لو تشارك ثمانية بناء على أنهم سبعة في بعير ثم تبين أنهم سبعة فإنهم يشترون أضحية ثامنة يكملون بها أضحيتهم أما تشريك الثواب فلا حصر فيه فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضحى عن أمته جميعا وعلى هذا فلو اشترك اثنان في أضحية لهما فإن ذلك لا يصح ولا تقبل الأضحية ولكن لو اشترى اثنان في أضحية لواحد كان يشترك ابنان في أضحية لأبيهما أو أمهما فالظاهر أن هذا مجزئ لأن الأضحية هنا كانت لواحد وإن كان المشترك فيها اثنين لكن المقصود بها واحد.
وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله .. هل هذا فعل النبي وهل هو مدرج ؟
السائل : وقوله : كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله ... الشيخ : الرسول كان يضحي بالشاة عن أهل بيته ما فيه إشكال. السائل : ... الشيخ : من يقول الأصل عدم الإدراج إذا كان ورد بسند صحيح أنه من قول عبد الرحمن وعبد الله بن هشام وإلا فلا. السائل : ... الشيخ : ويش قال ؟ السائل : ... الشيخ : على كل حال ادعاء الإدراج لا يقبل إلا ببينة. السائل : ... هو صغير ... الشيخ : فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو صغير فمسح رأسه ودعا له من هو ؟ لا هذا مضاف إليه الكلام أصل الإسناد هو المركب من فعل وفاعل أومبتدأ وخبر والإسناد هنا مركز على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو صغير فمسح رأسه أي النبي ودعا له أي النبي وكان يضحي أي النبي فإذا ورد بسند صحيح وإلا فهو مدرج ثم غنه قد ثبت يعني من حيث ثبوت المسألة ما في إشكال هل هذا موقوف أو مرفوع ؟
السائل : سبعة اشتركوا في بعير أحدهم يريد الأضحية فقط والباقي يريدون اللحم. الشيخ : يجزئ ذلك إي نعم. السائل : السبعة الذين اشتركوا في الأضحية هل هم سبع عائلات أو سبعة أشخاص ؟ الشيخ : سبعة إيش؟ السائل : سبع عوائل. الشيخ : كل واحد يعني لو أن كل واحد من هؤلاء أراد بالسبع أنه عنه وعن أهل بيته فلا بأس.
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله : ( أن أعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ). الشيخ : عندك تنصع وينصع عندنا وينصع طيبها كاللفظ الأول تنصع ما فيها الواو اللفظ الأول فيه الواو. السائل : ... الشيخ : ما في إشكال تنفي خبثها وينصع طيبها نعم. السائل : تنصع طيبها. الشيخ : عندنا طيبها حتى تنصع طيبها. كلهم طيّبها ولا تكلم عليه. السائل : يقول ذكر في الفتح ... الشيخ : هكذا إيش؟ السائل : ... الشيخ : لا هكذا ما يكفي لو قال هكذا بتشديد الياء مثلا. السائل : طيبها بكسر الطاء. الشيخ : إي نعم.
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل يبايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها )
القارئ : حدثنا عبد الله عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل يبايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها ). الشيخ : الشاهد قوله بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه.