باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور . ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول ألا هل وجدوا ما فقدوا فأجابه الآخر بل يئسوا فانقلبوا . حفظ
القارئ : باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور .
ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأة القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول : " ألا هل وجدوا ما فقدوا فأجابه الآخر بل يئسوا فانقلبوا ".
الشيخ : قوله رحمه الله باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور مراده بالكراهة هنا كراهة التحريم ولا شك ، والكراهة في عرف المتقدمين يراد بها كراهة التحريم وانظر إلى قول الله تعالى : (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) ثم قال في آخر الوصايا : (( كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها )) أي مكروها عند الله وهذا يعني أنه محرم ، وإلا فلا شك أن البناء على القبور من كبائر الذنوب ، اتخاذ المساجد على القبور لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن وهو في سياق الموت من فعله فقال : ( لعنة الله على اليهود وانصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) والمسجد إذا بني على القبر وجب هدمه وصار أشد من مسجد الضرار في منع الصلاة فيه ، لأن مسجد الضرار الذي منع الله تعالى من الصلاة فيه إنما هو يؤدي إلى مسائل لا تصل إلى الشرك ، والبناء على القبور اتخاذ المساجد على القبور يؤدي إلى الشرك ، فنقول إذا بني المسجد على القبر وجب هدمه هذه واحدة ، ثانيا حرمت الصلاة فيه ، ثالثا بطلت الصلاة فيه ، لأنه مكان منهي عن الصلاة فيه ولا يمكن أن تكون صلاة واحدة يؤمر بها وينهى عنها لا يمكن هذا ، أما إذا كان المسجد سابقا ثم دفن فيه الميت فالواجب نبش الميت ودفنه في مواضع الدفن فإن لم يتحقق هذا نظرنا إن كان القبر بين يدي المصلي فالصلاة غير صحيحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تصلوا إلى القبور ) وإن كان عن يمينه أو شماله أو خلفه فإن الصلاة في هذا المسجد صحيحة لأن المسجد موضوع بحق والباطل هو دفن الميت فيه ، وإنك لتعجب من بعض المسلمين الذين يرون أن دفن الميت في المسجد يخفف العذاب عنه وليس كذلك هذا إن لم يضره لم ينفعه بلا شك ، ولا ينفع الإنسان إلا عمله ، ولو ذهبنا إلى ما قال الفقهاء إن الميت يتضرر بفعل المنكر عنده ويتألم لقلنا إن هذا الميت الذي دفن في القبر لا يزال متألما ، لأنه دفن في مكان يشبه المكان المغصوب إذ لا حق لأحد أن يدفن في المساجد ، وقوله لما مات الحسن بن الحسن بن علي ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت ، هذا معلق فنحتاج إلى النظر في كلام الحافظ رحمه الله.
القارئ : ولما مات الحسن ؟
الشيخ : نعم ، نعم