فوائد حديث المرأة التي كانت تقيم المسجد . حفظ
الشيخ : في هذا مشروعية الصلاة على القبر لمن لم يصل عليه قبل الدفن ، وفيه أيضا من فوائده أنه يجوز أن يصلي مع من صلى غيره بمعنى أن يصلي غيره معه بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم صفهم ، وهل يؤخذ منه أنه يجوز إعادة صلاة الجنازة إذا صلي عليه مرة أخرى لمن صلى أولا ؟ الظاهر كذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهؤلاء أن يصلوا معه ولم يستفهم هل كانوا صلوا عليها أم لا ؟ وهذا ليس من باب تكرار الصلاة على الجنازة ولكنه من باب متابعة المصلين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفريضة قال لرجلين : ( إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة ) ، وفيه أيضا أنه ينبغي التشجيع على فعل الخير ولا سيما في الأمور العامة كالمساجد ، لأن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الميت تُشجع أن يفعل الناس مثل فعله ، وفيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولهذا لم يعلم بموت هذا الميت ولا يعرف ولا مكانه ، وفيه دليل على جواز السؤال لمن لا يثقل سؤاله على المسؤول لأن قوله عليه الصلاة والسلام : ( دلوني ) يحتاج إلى أن يخرج معه إلى المقبرة ويدل على القبر وهذا فيه شيء من المشقة ، لكن إذا علم السائل أن المسؤول يكون ممنونا بهذا ويفرح فإنه لا يكره السؤال ، وفيه دليل على جواز الإخبار بموت الميت لقوله : ( أفلا آذنتموني ) ولكن هل يعلن هذا على المناير وفي الأسواق أو يكون بصفة خاصة ؟ الظاهر الثاني أنه يعلم من له صلة بهذا الميت أو من ترجى إجابة دعوته ليصلي عليه ، المهم أن يكون لسبب من الأسباب لا لمجرد أنه مات نعم.