تتمة شرح فوائد حديث : ( العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه ... ) . حفظ
الشيخ : واسمع إلى قول الله تبارك وتعالى في الكفار يحتضرون فإنه يقال لهم : (( اليوم تجزون عذاب الهون )) اقرأ الآية من أولها : (( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )) اليوم ، واسمع إلى قول الله تعالى في آل فرعون : (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) فقوله غدوا وعشيا يعني قبل قيام الساعة ، وأما السنة فقد تواترت واشتهرت في عذاب القبر ، وأما الإجماع فكل مؤمن يقول في الصلاة أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، لكن الخلاف الذي وقع من بعض أهل العلم هو هل العذاب يكون على الروح أو على البدن أو عليهما جميعا ؟ وأما أصل عذاب القبر فكل مؤمن يقوله في صلاته فهو محل إجماع ، ومن فوائد هذا الحديث أنه يقيد ما جاء في بعض الألفاظ يسمعه كل شيء إلا الإنسان ، فهنا قال يسمعه من يليه وهذا تقييد للمطلق لأن سماع كل شيء في البر والبحر والجو قد يستبعده الإنسان ولو لم يأت هذا الحديث المقيد أنه يسمعه من يليه لقلنا يجب علينا أن نؤمن بهذا أنه يسمعه كل شيء ولا غرابة أليس الآن المذيع يذيع في أقصى الأرض ويسمعه من في أقصاها من الجانب الآخر فالأمر ليس بمستحيل عقلا لكن إذا وجد ما يكون أقرب إلى المعقول فإنه يؤخذ به فيسمعه من يليه وقوله ( إلا الثقلين ) من هما ؟ الجن والإنس ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لو سمعه لصعق ونحن نشاهد أنفسنا نفزع إذا سمعنا صرخة خارجة عن المألوف نفزع فكيف بهذه الصرخة العظيمة أعاذنا الله وإياكم من ذلك ، صرخة عظيمة كل شيء يسمع مما يليه ولكن الثقلان لا يسمعون رحمة من الله عز وجل بالحي ورحمة من الله بالميت ، أما الحي فلئلا يصعق وأما الميت فلئلا يفتضح.