فوائد حديث جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد الجمع بين رجلين في ثوب واحد ولكن هذا مشروط بما إذا شق طلب الكفن لكل واحد منهم ، ومن فوائد هذا الحديث أن الشهيد يقتل في ثيابه وفي دمه ولا يغسّل ولا يغسل دمه ، واستدل بعض أهل العلم بهذا الحديث على أن دم الآدمي طاهر ، لأنه لو كان نجسا لوجب غسله إذ لا يجوز أن يدفن الميت مع شيء نجس ، وهذه المسألة فيها خلاف لكن الخلاف فيها قليل ، أكثر العلماء وجمهور العلماء على أن دم الآدمي نجس وذهب بعض أهل العلم إلى أن دم الآدمي طاهر إلا ما خرج من السبيلين القبل والدبر ، وهذا أصح لأن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يقوم دليل على النجاسة ، وأما ما ورد من غسل النبي صلى الله عليه وسلم دمه في أحد تغسله فاطمة رضي الله عنها فلا يتعين أن يكون ذلك للنجاسة بل لإزالة الأذى كما يغسل الإنسان جسمه من الأذى الذي يلحقه من لون أو نحوه ، ومن فوائد هذا الحديث أن دفن الميت وتغسيله وما أشبه ذلك من فروض الكفاية لقوله : ( أمر ) ، ومن فوائد هذا الحديث السؤال عند الاشتباه لا سيما مع قوة الشبهة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) لأنه في الغالب لا بد أن يكونوا متفرقين بعضهم أخذ جزءا وبعضهم أخذ جزءين وبعضهم أكثر فلهذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا وجدت صفة تفضل على صفة الكبر قدمت عليها ، ولهذا لم يقل أيهم أكبر قال أيهم أكثر أخذا للقرآن ، ومن فوائده فضيلة القرآن كلام الله عز وجل ولا شك أنه خير الكلام ، ولذلك من كان أكثر أخذا للقرآن فهو مقدم على غيره ، حتى في إمامة الصلاة يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، ومن فوائد هذا الحديث جواز إطلاق القتيل أو المقتول على الشهيد لأنهم قالوا من قتلى أحد ولم يقولوا شهداء أحد ، وإذا نظرنا إلى الصحابة رضي الله عنهم وسهولة كلماتهم وألفاظهم وعدم تعمقهم وجدنا الفرق العظيم بيننا وبينهم ، نحن الآن نطلق الشهيد على من ليس بشهيد ولا يستحق أن يكون شهيدا ، وأولئك يعدلون عن لفظ الشهيد إلى الوصف الذي لا إشكال فيه ولا مرية وهو القتل ، ومن فوائد هذا الحديث العمل بالإشارة المفهومة سواء كانت من أخرس أو من غيره لقوله ( فإذا أشير له إلى أحدهما ) ، ومن فوائد هذا الحديث جواب إجابة السلطان والكبير وذي السيادة بالإشارة مع إمكان النطق ..