تتمة فوائد حديث جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد . حفظ
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا وجدت صفة تفضل على صفة الكبر قدمت عليها ، ولهذا لم يقل أيهم أكبر قال أيهم أكثر أخذا للقرآن ، ومن فوائده فضيلة القرآن كلام الله عز وجل ولا شك أنه خير الكلام ، ولذلك من كان أكثر أخذا للقرآن فهو مقدم على غيره ، حتى في إمامة الصلاة يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، ومن فوائد هذا الحديث جواز إطلاق القتيل أو المقتول على الشهيد لأنهم قالوا من قتلى أحد ولم يقولوا شهداء أحد ، وإذا نظرنا إلى الصحابة رضي الله عنهم وسهولة كلماتهم وألفاظهم وعدم تعمقهم وجدنا الفرق العظيم بيننا وبينهم نحن الآن نطلق الشهيد على من ليس بشهيد ولا يستحق أن يكون شهيدا ، وأولئك يعدلون عن لفظ الشهيد إلى الوصف الذي لا إشكال فيه ولا مرية وهو القتل ، ومن فوائد هذا الحديث العمل بالإشارة المفهومة سواء كانت من أخرس أو من غيره لقوله : ( فإذا أشير له إلى أحدهما ) ، ومن فوائد هذا الحديث جواب إجابة السلطان والكبير وذي السيادة بالإشارة مع إمكان النطق ، أو يقال إن نعم لأن الصحابة كانوا يشيرون إلى الرجل إشارة وهم يخاطبون من ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن قد يقال إن الإشارة هنا متعينة لأنهم لو قالوا فلانا وهو لا يعلم لم يستفد ، فلا طريق إلى العلم إلا بالإشارة ، وعليه فنقول المخاطبة بالإشارة إذا كانت أدل على المقصود لا تعتبر تقليلا من شأن المخاطب ، ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لأنه لو علم الغيب ما سأل ، ومن فوائد هذا الحديث إثبات يوم القيامة وإقامة الشهادة فيه لقوله : ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) اللهم صل وسلم عليه يعني يشهد أنهم قتلوا في سبيل الله وهذه مفخرة عظيمة أن يكون يوم القيامة محل استشهاد وشهادة للشهداء نعم ، طيب ومن فوائد الحديث وهي مفيدة التنصيص على نفي ما كانت العادة وجوده لقوله : ( ولم يغسلوا ولم يصل عليهم ) وهذا موجود في كلام العماء في الفقه ينفون قولا وهم لا حاجة إلى نفيه لكن ليدفعوا به قول من يقول به ، مثلا يقولون في مسأل من المسائل فيها خلاف يحرم كذا وكذا ولا يحرم الشيء الفلاني لأن بعض العلماء قال به ، كقولهم مثلا ولا ينقض الوضوء أكل ما مست النار هذه لا حاجة إليها ، إذا ذكرنا النواقض فمعناه أن ما سوى ذلك لا ينقض لكن ينصون عليه دفعا لقول من يقول إن أكل ما مست النار ينقض الوضوء ، وله أمثلة كثيرة.