حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال : إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها )
الشيخ : الله مصل وسلم عليه ، هذا الحديث أيضا عظيم أتى به البخاري رحمه الله بعد الحديث السابق فالحديث السابق فيه الصراحة أنهم لم يغسلوا ولم يصل عليهم ، هذا فيه إشكال أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما صلى على أهل أحد صلاته على الميت ، فظاهره إثبات الصلاة عليهم وهم نعم وهم شهداء ، فكيف نجمع بين الحديثين ؟ جمع بعضهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليهم قبل دفنهم وصلى عليهم بعد الدفن ، فتكون الصلاة المنفية الصلاة المعتادة التي تكون قبل الدفن والمثبتة ما كانت بعد ذلك ، وهذا الجمع فيه نظر لأنه لو كان هكذا لصلى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فور دفنهم لئلا تتأخر الصلاة عليهم كل هذه المدة ، فليطّرح لأنه لا وجه له ، القول الثاني في الجمع أن المراد بالصلاة صلاة الميت يعني الدعاء والصلاة تأتي في الشرع بمعنى الدعاء كقوله تعالى : (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم )) يعني ادع لهم فمعنى صلى صلاة الميت يعني دعا دعاء الميت ، مثل اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم وأوسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد إلى آخر ما جاءت به السنة مما يدعى به في الصلاة على الميت ، وهذا كما ترى واضح ولا تكلف فيه ولا اعتراض عليه ، وقد ورد أن ذلك كان في آخر حياته كالمودع لهم والمظهر لشأنهم وعلو مرتبتهم.