حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )) حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في باب إذا أسلم الصبي ومات فهل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام :
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه : (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )) )
الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم : ( يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) يعني أنه إذا عاش بين يهوديين أمه يهودية وأبوه يهدي صار يهوديا ، ولكن هل المعنى يهودانه حكما أو يهودانه حسا ؟ نقول أما قبل أن يكون عنده تمييز فإنهما يهودانه حكما ، لا تستعجل يا فؤاد ، فإنهما يهودانه حكما يعني يلحق بهما حكما ، وأما بعد أن يبلغ سن التمييز فإنهما يهودانه حسا لأنه يعيش في بيئة يهودية ، وكذلك يقال في النصرانية والمجوسية ، وفيه إشارة إلى أن البيئة تؤثر على من عاش فيها ويؤيد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك ومثل الجليس السوء كنافخ الكير ) وقوله : ( كما تنتج البهيمة جمعاء ) يعني ليس فيها نقص لا في آذانها ولا أعينها ولا أرجلها ( هل تحسون فيها من جدعاء ) يعني من مقطوعة الأذن مثلا الجواب لا ، كذلك الإنسان يخلق كاملا على الفطرة فإذا قال قائل : إذا كان يولد على الفطرة فهل نعامله معاملة المسلم أو لا ؟ فالجواب نعامله معاملة أبويه لا معاملة المسلم لكنه في الآخرة يمتحن بما أراد الله عز وجل فإن أجاب فهو مسلم وإن أبى فليس بمسلم.