فوائد حديث دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب عند موته . حفظ
الشيخ : فحديث أبي طالب الذي قال فيه الرسول : ( أحاج لك بها عند الله ) يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بذلك ، وأما حديث أسامة بن زيد حين أدرك المشرك وأخذ منه السيف ليقتله فقال : لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) فإنه لم يحضر الموت لأنه من الممكن أن يتغلب على من شهر السيف عليه أو يهرب أو ما أشبه هذا ، لكن من احتضر وتيقنا أنه نزل به الموت فهذا لا تنفعه التوبة ، وهذا يوجب للإنسان أن يبادر بالتوبة وألا يمهل ولا يتأخر لأنه لا يدري متى يفجأه الموت ، كم من إنسان مات فجأة على فراشه على سيارته وهو يمشي ، فليس في يدك يقين أنك ستمهل حتى تتوب ، وفي هذا الحديث دليل على خطر جلساء السوء وذلك أنه لولا وجود هؤلاء الرجلين لكان يحتمل أن يكون أبا طالب يميل إلى قول ابن أخيه لكن جلساء السوء والعياذ بالله كلهم شر فيجب الحذر منهم ، وفي هذا الحديث دليل على شفقة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة على عمه حيث قال : ( والله لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك ) ، وفيه أيضا دليل على أن الرسول توقع أن ينهى الله تعالى نبيه عن استغفاره لعمه لقوله : ( ما لم أنه عنك ) وإلا لما احتيج لهذا الشرط فأنزل الله تعالى : (( ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم من أصحاب الجحيم ))