قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : قوله : " وقال خارجة بن زيد أي بن ثابت الأنصاري أحد ثقات التابعين وهو أحد السبعة الفقهاء من أهل المدينة إلى آخره وصله المصنف في التاريخ الصغير من طريق ابن إسحاق حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال سمعت خارجة بن زيد فذكره ، وفيه جواز تعلية القبر ورفعه عن وجه الأرض ، وقوله رأيتني بضم المثناة والفاعل والمفعول ضميران لشيء واحد وهو من خصائص أفعال القلوب ، ومظعون والد عثمان بظاء معجمة ساكنة ثم مهملة ، ومناسبته من وجه أن وضع الجريد على القبر يرشد إلى جواز وضع ما يرتفع به ظهر القبر عن الأرض ، وسيأتي الكلام على هذه المسألة في آخر الجنائز. "
الشيخ : صار الكلام غير ما ظنينا أنه طويل فإذا هو رفيع وهذا أيضا يحتاج إلى نظر لأن السنة ألا يرفع القبر إلا نحو شبر أو أقل.
القارئ : أعيد الآثار ولا نمر ؟ أعيد قراءة الآثار.
الشيخ : بس أثر ابن عباس ، أعدهم ما في مانع
القارئ : قال البخاري في صحيحه تعليقا أيضا في باب الجريدة على القبر : وقال خارجة بن زيد رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان رضي الله عنه وإن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه
قال في * الفتح * : " وقد صله المصنف في التاريخ الصغير من طريق ابن إسحاق ، أقول : قال في التاريخ الصغير حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا يعقوب قال حدثني أبي عن ابن إسحاق حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال سمعت خارجة بن زيد بن ثابت يقول : رأيتني ونحن غلمان شبان زمن عثمان وأن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه ، وقد مر قريبا الكلام على ما يعلقه البخاري بصيغة الجزم وأنه لا يغني ذلك عن النظر في سنده وقد علم ها هنا سنده ، فأقول : شيخ ابن إسحاق لم أر له ترجمة وابن إسحاق كما تقدم في حديث فضالة أنه قال الذهبي ما انفرد به فيه نكارة فإن في حفظه شيئا ، ولا نعلم أحدا تابعه في هذا الأثر ولا ثمة قرينة تدل على حفظه ينجبر بها تفرده ، ففي الأثر نكارة ، بل على القول بأنه يفهم منه رفع القبر فوق الشبر شذوذ ، إذ المعروف المشهور أن القبور لم تكن ترفع في ذلك العصر ، بل نفس قبر عثمان بن مظعون ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع حجرا وقال : ( أعلم به قبر أخي ) وأسلفنا أن ذلك يدل على أنه لم يرفع على وجه الأرض ، ومع ذلك فيبعد جدا أن يخرج الشبان من أولاد الصحابة يتواثبون على قبر رجل من أفاضل السابقين بحيث أنه لا يجاوز القبر إلا أشدهم وثبة وغالبهم تقع وثبته على القبر مع أن بجواره من قبور أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر إبراهيم وغيره ، نعم قد كان بعض ىالصحابة والتابعين ومنهم خارجة لا يرون بأسا بالجلوس على القبور ولكن أين الجلوس من التوثب ، وقد كان أبناء الصحابة رضي الله عنهم في غاية التمسك بالآداب الشرعية ولا سيما مثل خارجة بن زيد ، وفي * تهذيب الكمال * في ترجمة خارجة بن زيد قال ابن زبير وعمرو بن علي مات سنة 99 ، وقال ابن المديني وغير واحد مات سنة 100 فالأكثر كما ترى أنه مات سنة 100 ، وقال ابن عساكر في تاريخه الصحيح الذي عليه أكثر الروايات أنه مات سنة 100 ، وذكر قبل ذلك ما لفظه وقال العجلي خراجة مدني وقال : رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة فلما فرغت منهن تهورت وهذه السنة لي سبعون سنة قد أكملتها فمات فيها ، أقول وقد ذكر هذه القصة ابن سعد في الطبقات في روايته عن الواقدي بسنده ونقلها عنه ابن خلكان ، فإن صح هذا كان مولده سنة 30 من الهجرة فيكون سنة يوم قتل عثمان نحو خمس سنين لأن عثمان قتل سابع ذي الحجة سنة 35 من الهجرة فكيف يكون من الشبان زمن عثمان. "
الشيخ : جيد أقول ... جيدة.
القارئ : وقال : " قد سبق الطعن في صحته من خمسة أوجه وعلى فرض صحته فيجاب عنه بوجوه الأول. "
الشيخ : خلاص الذي بعده ، أي ما يخالف الأثر الذي بعده ، أخاف يطول علينا
القارئ : لا قليل أربع أسطر " قد سبق الطعن في صحته من خمسة أوجه وعلى فرض صحته فيجاب عنه بوجوه : الأول أنه إذا ثبت أن عمر خارجة حين قتل عثمان كان نحو خمس سنين وحمل قوله شبان على المجاز بقرينة تقدم قوله غلمان عليها أطلق الشبان على ما يماثل الصغار المفرط ، فلا دلالة على الأثر على ارتفاع القبر لأن الغلام الذي عمره نحو خمس سنين مهما كانت قوته يشق عليه وثب نحو ثلاثة أذرع على وجه الأرض وهذا تقريبا هو عرض القبر ، فإذا لاحظنا أن القبر مسنما نحو شبر ازداد الأمر وضوحا ، ووهم من قال إن البخاري فهم منه الرفع وأنه لذلك ساقه في باب الجريد على القبر لأن الرفع يستلزم زيادة تراب أو حجر على القبر ، وذلك يدل على جواز وضع الجريد في الجملة وهذا وهم ظاهر ما كان على صاحبه إلا أن ينظر ما في ذكر البخاري بعد هذا الأثر ، وهذه عباراته بعد قوله حتى يجاوزه وقال عثمان. "
الشيخ : أجل لوقت آخر ، هذا يبعد في زمن الخلفاء الراشدين يخرج الشبان يتواثبون على القبور ، هذا بعيد.
القارئ : نكمل يا شيخ كلام المعلمي حول الآثار ؟
الشيخ : نعم.