فوائد حديث جنازة بقيع الغرقد . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث بيان الموعظة عند القبر إذا كان هناك فرصة ، مثل أن يكونوا ينتظرون تلحيد القبر فيجلس الناس إلى الواعظ ويعظهم لأن الوقت مناسب ، وهذه الموعظة ليست هي الخطبة التي صار بعض الناس يفعلها الآن يقوم الرجل خطيبا واقفا ويتكلم بلهجة الخطبة ويستدل بهذا الحديث ، والحقيقة أنه لا دليل فيه إنما فيه دليل على أن الرجل إذا وصل إلى المقبرة ولم يلحد القبر بعد وجلس الناس حوله فإنه يتكلم معهم بكلام مناسب ، وفيه أيضا دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يتكل على ما كتب أولا بل عليه أن يعمل لأن الصحابة قالوا أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب ؟ قال : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) ، ثم إن هذا الاتكال في الواقع ليس بصحيح لأنك لا تدري ما كتب لك يعني لو قال قائل أنا أتكل على كتابي طيب ما الذي أدراك أنه كتاب التيسير لليسرى ، إذ لا يعلم الإنسان عما كتب إلا بعد وقوعه ولهذا لم يعرج النبي صلى الله عليه وسلم على قولهم هذا بل قال : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) فإذا وجدت من نفسك أن الله تعالى يسر لك اليسر فاستبشر خيرا فإنه يدل على أنك عند الله تعالى سعيد ولست بشقي ، وإذا رأيت أنك بالعكس فاحذر وعالج نفسك ومن تاب تاب الله عليه نعم.