باب : إثم مانع الزكاة . وقول الله تعالى (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) . حفظ
القارئ : باب : إثم مانع الزكاة، وقول الله تعالى : (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )).
الشيخ : قوله : إثم مانع الزكاة، يفهم من هذه الترجمة أنه لا يرى أنه كافر، وإلا لقال : باب :كفر مانع الزكاة، واستدل بقول الله تعالى : (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله )) قال أهل العلم : كنزها أن يمنع الواجب فيها، وليس أن يغيبها في الأرض، فإذا كان لا يؤدي الواجب فيها فهي كنز، ولو كانت على رأس جبل، وإذا كان يؤدي الواجب فيها فهي كنز، ولو كانت على رأس جبل، وإذا كان يؤدي الواجب فيها فليست بكنز، ولو كانت في قاع الأرض، وهذا حق. (( فبشرهم بعذاب أليم ))، إذا قال قائل :
العذاب الأليم لا يبشر به، فكيف يكون مثل هذا التعبير؟
قلنا : هذا التعبير جاء كثيرا في القرآن الكريم، فقيل إنه وإن كان إخبارا بما يسوء يعتبر بشرى، لأن البشرة تتغير به، البشرة تتغير به، سواء كان خيرا أم شرا، وقيل : (( فبشرهم بعذاب أليم ))، إنهم لما منعوا الواجب كأنهم يرون أنهم غنموا وربحوا، فقال بشرهم بهذا على سبيل التهكم بهم، وعلى كل حال هي تدل على أن هؤلاء مآلهم إلى العذاب الأليم، نسأل الله العافية، ثم بين ذلك في قوله : (( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ))، يعذبون هذا العذاب، ويوبخون هذا التوبيخ، فيزدادون حسرة إلى حسرتهم، وحزنا إلى حزنهم.