فوائد حديث : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ... ) حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها :
أن الكسب الخبيث لا يقبل من الإنسان إذا تصدق منه أو به، منه يعني ببعضه، وبه أي كله، فإنه لا يقبل، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، فإن قال قائل : ما تقولون في رجل اكتسب مالا حراما، ثم منّ الله عليه بالتوبة، ثم أخرج هذا المال، هل يتقبل الله منه ؟ نقول : في هذا تفصيل : إن أخرجه ليتقرب به إلى الله على أنه ملكه فإن الله لا يقبله، وإن أخرجه ليتوب به إلى الله تخلصا منه، فإنه يثاب، لكن لا يثاب على الصدقة بهذا، وإنما يثاب على التوبة منه، والله تعالى يجب التوابين ويحب المتطهرين، فإذا قال قائل : إذا كسب رجل مالا حراما، ثم بنى به بيوتا للطلبة، أو مساجد للمسلمين يصلون فيها، فهل تجوز السكنى بهذه البيوت ؟ وهل تجوز الصلاة في هذه المساجد ؟ الجواب : في هذا تفصيل، إن كانت بعينها، لم تجز السكنى، يعني بمعنى أنه غصب عمارة ثم أسكنها الطلبة أو الفقراء، فإنه لا تجوز السكنى فيها، لأن عين هذه العمارة ليست مملوكة لهذا الذي تصدق فيها، والواجب عليه ماذا ؟ أن يردها إلى أصحابها، نعم لو تعذر معرفة أصحابها أو تعذر الوصول إليهم فحينئذ لا بأس في السكنى فيها، لأن لتعذر وصول هذه إلى أهلها. المسجد نقول : إن كان قد غصب أرضا وبنى عليها المسجد فهنا لا تصلي في المسجد بناء على قول كثير من العلماء : إن الصلاة في أرض مغصوبة غير صحيحة، أما إذا كان كسب المال على وجه محرم، ثم بنى به مسجد فلا شك في جواز الصلاة فيه، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( جعلت لي الأرض مسجدا ) وهذا شامل لكل الأرض. وفيه أيضا إثبات اليمين لله عز وجل، لقوله صلّى الله عليه وسلم : ( يتقبلها بيمينه )، وقد ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلم أن كلتا يدي الله يمين، وورد ذكر اليمين والشمال، فهل نقول : أنا لا نصف الله تعالى بأن له يدا شمالا ؟ أو نقول : إن الله يوصف بأن له يد يمين ويد شمال ؟ الجواب : الثاني، لأن الحديث صحيح، ومعنى قوله : ( كلتا يديه يمين ) أن كلتا يديه خير وبركة، ولا مزية لإحداهما على الأخرى ، كما هو الشأن في ذوي اليدين، فإن الإنسان يجد الفرق بين اليد اليمين واليد الشمال، فبين الله عز وجل بل بينت السنة أن الله تعالى كلتا يديه يمين. وفيه أيضا وصف الله تعالى بأنه مربي، لقوله : ( يربيها ) يعني ينميها لصاحبها، ( حتى تكون مثل الجبل )، وأفعال الله تعالى لا تنتهي. ووصف الله تعالى بالأفعال ينقسم إلى أقسام : القسم الأول : أن يكون هذا مما وصف الله به نفسه، مثل قول الله تعالى : (( صنع الله الذي أتقن كل شيء ))، مثل قوله : (( فعال لما يريد ))، فهذا لا شك في جوازه .
الشيء الثاني : أن يكون من الأفعال الدالة على الخير ، لكنه لم يرد وصف الله بها، فهذا أيضا يوصف الله له، ولكن لا يسمى ، مثل : صنع الله أتقن كل شيء، فأثبت الله لنفسه صنعا وما أشبه ذلك.
الثالث : أن تكون الأفعال خيرا من وجه شرا من وجه، أو كمالا من وجه نقصا من وجه، فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق، مثل : المكر والكيد والخيانة والاستهزاء الخداع، الخيانة لا يوصف الله بها، ذكرتها سهوا، الخداع والمكر والسخرية والاستهزاء فهذه لا يوصف الله بها على الاطلاق، يعني لا تقول ان الله ماكر فقط، مستهزئ، خادع، لا يجوز، بل تقيد كما جاءت به النصوص، بماذا ؟ بإيش خادع بمن يخادعهم، ماكر بمن يمكر به، كما قال عز وجل : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))، فصارت هذه الأوصاف التي تكون مدحا في حال وقدحا في حال، لا يوصف الله بها على الاطلاق بل يوصف بها في محلها.
وفي هذا الحديث : جواز تشبيه الشيء المعقول أو الشيء الغائب بالشيء الحاضر، لقوله : ( كما يربي أحدكم فلوه ) والفلو هو الفرس الصغير ومعلوم أن الذي يربي فلوه سوف يحرص عليه غاية الحرص، أن لا يناله نقص، فالله تعالى يربيها تربية تامة كما يربي الإنسان فرسه الصغير حتى تكون مثل الجبل.
أن الكسب الخبيث لا يقبل من الإنسان إذا تصدق منه أو به، منه يعني ببعضه، وبه أي كله، فإنه لا يقبل، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، فإن قال قائل : ما تقولون في رجل اكتسب مالا حراما، ثم منّ الله عليه بالتوبة، ثم أخرج هذا المال، هل يتقبل الله منه ؟ نقول : في هذا تفصيل : إن أخرجه ليتقرب به إلى الله على أنه ملكه فإن الله لا يقبله، وإن أخرجه ليتوب به إلى الله تخلصا منه، فإنه يثاب، لكن لا يثاب على الصدقة بهذا، وإنما يثاب على التوبة منه، والله تعالى يجب التوابين ويحب المتطهرين، فإذا قال قائل : إذا كسب رجل مالا حراما، ثم بنى به بيوتا للطلبة، أو مساجد للمسلمين يصلون فيها، فهل تجوز السكنى بهذه البيوت ؟ وهل تجوز الصلاة في هذه المساجد ؟ الجواب : في هذا تفصيل، إن كانت بعينها، لم تجز السكنى، يعني بمعنى أنه غصب عمارة ثم أسكنها الطلبة أو الفقراء، فإنه لا تجوز السكنى فيها، لأن عين هذه العمارة ليست مملوكة لهذا الذي تصدق فيها، والواجب عليه ماذا ؟ أن يردها إلى أصحابها، نعم لو تعذر معرفة أصحابها أو تعذر الوصول إليهم فحينئذ لا بأس في السكنى فيها، لأن لتعذر وصول هذه إلى أهلها. المسجد نقول : إن كان قد غصب أرضا وبنى عليها المسجد فهنا لا تصلي في المسجد بناء على قول كثير من العلماء : إن الصلاة في أرض مغصوبة غير صحيحة، أما إذا كان كسب المال على وجه محرم، ثم بنى به مسجد فلا شك في جواز الصلاة فيه، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( جعلت لي الأرض مسجدا ) وهذا شامل لكل الأرض. وفيه أيضا إثبات اليمين لله عز وجل، لقوله صلّى الله عليه وسلم : ( يتقبلها بيمينه )، وقد ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلم أن كلتا يدي الله يمين، وورد ذكر اليمين والشمال، فهل نقول : أنا لا نصف الله تعالى بأن له يدا شمالا ؟ أو نقول : إن الله يوصف بأن له يد يمين ويد شمال ؟ الجواب : الثاني، لأن الحديث صحيح، ومعنى قوله : ( كلتا يديه يمين ) أن كلتا يديه خير وبركة، ولا مزية لإحداهما على الأخرى ، كما هو الشأن في ذوي اليدين، فإن الإنسان يجد الفرق بين اليد اليمين واليد الشمال، فبين الله عز وجل بل بينت السنة أن الله تعالى كلتا يديه يمين. وفيه أيضا وصف الله تعالى بأنه مربي، لقوله : ( يربيها ) يعني ينميها لصاحبها، ( حتى تكون مثل الجبل )، وأفعال الله تعالى لا تنتهي. ووصف الله تعالى بالأفعال ينقسم إلى أقسام : القسم الأول : أن يكون هذا مما وصف الله به نفسه، مثل قول الله تعالى : (( صنع الله الذي أتقن كل شيء ))، مثل قوله : (( فعال لما يريد ))، فهذا لا شك في جوازه .
الشيء الثاني : أن يكون من الأفعال الدالة على الخير ، لكنه لم يرد وصف الله بها، فهذا أيضا يوصف الله له، ولكن لا يسمى ، مثل : صنع الله أتقن كل شيء، فأثبت الله لنفسه صنعا وما أشبه ذلك.
الثالث : أن تكون الأفعال خيرا من وجه شرا من وجه، أو كمالا من وجه نقصا من وجه، فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق، مثل : المكر والكيد والخيانة والاستهزاء الخداع، الخيانة لا يوصف الله بها، ذكرتها سهوا، الخداع والمكر والسخرية والاستهزاء فهذه لا يوصف الله بها على الاطلاق، يعني لا تقول ان الله ماكر فقط، مستهزئ، خادع، لا يجوز، بل تقيد كما جاءت به النصوص، بماذا ؟ بإيش خادع بمن يخادعهم، ماكر بمن يمكر به، كما قال عز وجل : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))، فصارت هذه الأوصاف التي تكون مدحا في حال وقدحا في حال، لا يوصف الله بها على الاطلاق بل يوصف بها في محلها.
وفي هذا الحديث : جواز تشبيه الشيء المعقول أو الشيء الغائب بالشيء الحاضر، لقوله : ( كما يربي أحدكم فلوه ) والفلو هو الفرس الصغير ومعلوم أن الذي يربي فلوه سوف يحرص عليه غاية الحرص، أن لا يناله نقص، فالله تعالى يربيها تربية تامة كما يربي الإنسان فرسه الصغير حتى تكون مثل الجبل.