هل هذا الحديث في مسلم (( إن الله لايمل حتى تملوا )) الملل هنا لله يثبته الحديث ولو رجعنا إلى معناه في اللغة يعني التعب ؟ حفظ
السائل : هل هذا الحديث في مسلم أنه صلّى الله عليه وسلم قال : ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) ؟
الشيخ : وفي البخاري أيضا.
السائل : وفي البخاري، فالملل هنا يعني فيه إثبات في الحديث، ولو رجعناه لمعناه في اللغة، بمعنى التعب، ... (( وما مسنا من لغوب )) فكيف الجمع ?
الشيخ : ما فيه مشكلة، أولا : أثبت أن الحديث دال على ثبوت الملل.
السائل : لا يمل حتى تملوا .
الشيخ : فإذا مللتم.
السائل : ملّ ... ?
الشيخ : طيب ، لو قلت : لا أقوم حتى تقوم، ثم قمت أنت، هل يلزم من هذا أن أقوم ؟ الآن معنى الحديث انتفاء، معنى قولي : لا أقوم حتى تقوم : انتفاء قيامي قبلك، ثم إذا قمت أنت فأنا بالخيار، فليس فيه نص صريح على ثبوت الملل لله، لو قلنا : إنه صريح في ثبوته، إذا مللنا ثبت الملل لله، فالجواب من وجهين : أحدهما أن يقال : إن ملل الله تعالى ليس كمللنا، نعم، مللنا : نتعب، نكسل، ونفتر، لكن ملل الله لا يلحقه شيء، لا يلحقه شيء من هذا، لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))، أرأيت الغضب، غضبنا نحن ، تختل أفكارنا وتختل أفعالنا، أليس كذلك ؟ حتى يفعل الإنسان ما يعده أحموقة، وهل غضب الله كذلك ؟ لا ، إذن نقول : إن لله مللا ليس كمللنا، الوجه الثاني : أن بعض الناس قال : إن مثل هذه العبارة يراد بها أن الجزاء من جنس العمل، فمتى عملتم فالله تعالى يثيبكم، لا يمل يعني لا يمنعكم فضله ما دمتم عاملين له، ولكن أسلم الطرق أن نقول : إن دل الحديث على ثبوت الملل بمثل هذه الصيغة، فهو ملل لائق بالله تعالى، لا يماثل ملل المخلوقين، كما قلنا في الغضب أنه غضب لا يماثل غضب المخلوقين.