فوائد حديث المرأة التي قسمت التمرة بين ابنتيها . حفظ
الشيخ : هذا فيه عجائب :
الأول : بيت النبي صلّى الله عليه وسلم ، أفضل البيوت وأشرف البيوت، ولا سيما بيت عائشة رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، ومع ذلك لا يوجد فيه إلا تمرة واحدة، سبحان الله ! أين نحن من هذا ؟
ثانيا : إيثارها رضي الله عنها على نفسها أن تتصدق بهذه التمرة، ويبقى بيتها ليس فيه شيء، فهذا أيضا من المناقب العظيمة لعائشة رضي الله عنها.
ثالثا : الرحمة العظيمة في هذه المرأة، تمرة وهن ثلاث، من تعطى هذه التمرة ؟ إن قسمتها أثلاثا ضعف نصيب كل واحد، وإن أعطتها واحدة دون الأخرى صار في ذلك جور، فما بقي إلا أن تؤثر بناتها أو تؤثر ابنتيها على نفسها، وتشق التمرة بينهما نصفين، وهذا شيء عجيب، ولذلك لما دخل النبي صلّى الله عليه وسلم حدثته عائشة رضي الله عنها بهذا عجبا وتعجبا، فذكر النبي صلّى الله عليه وسلم هذا الحديث وهو : ( من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار )، ابتلي لا تظنوا أنها شر، يعني من قدر له ذلك، والله سبحانه وتعالى يقول : (( نبلوكم بالشر والخير فتنة )) ، فالابتلاء بمعنى الاختبار، ورب امرأة خير من ألف رجل، ولقد أدركنا امرأة عجوزا كان لها ولد، وله أولاد وحاله طيبة، وهي فقيرة، ولها بنت تخدم، ولم ينفعها إلا ابنتها فصارت هذه البنت أنفع من الرجل، فأحيانا تكون البنات خيرا من الذكور لآبائهن وأمهاتهن.