باب : صدقة العلانية . قوله : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية )) إلى قوله (( ولا هم يحزنون )) . حفظ
القارئ : باب : صدقة العلانية وقوله عز وجل : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ))، إلى قوله : (( ولا هم يحزنون ))، باب : صدقة السر، وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم .
الشيخ : باب : صدقة العلانية، ما عندي، وقوله ، قوله : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية )) ، قوله : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل )) الباء هنا للظرفية، كقوله تعالى : (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل )) يعني وفي الليل، (( سرا )) هذه مفعول مطلق ، أي ينفقون إنفاقا سرا، (( وعلانية )) جهرا، إلى قوله : (( ولا هم يحزنون ))، (( فلهم أجرهم )) أي ثوابهم، وسماه الله تعالى أجرا من باب المنة على هؤلاء، أنهم استحقوه كما يستحق العامل أجره على من عمل عنده، فلا خوف عليهم في المستقبل، ولا هم يحزنون في الماضي، العجب أن المؤلف رحمه الله ما ذكر أحاديث، مع أنه في أحاديث على شرطه، بل هو رواها أيضا، تكلم عليها الشارح؟
القارئ : قال : " سقطت هذه الترجمة للمستملي وثبتت للباقين، وبه جزم الاسماعيلي، ولم يثبت فيها لمن ثبتها حديث، وكأنه أشار إلى أنه لم يصح فيها شيء على شرطه ".
الشيخ : أقول قصة القوم الذين وفدوا من مضر، وأمر النبي صلّى الله عليه وسلم بالصدقة لهم، فأتى الناس بصدقاتهم علانية، وتصدق أبو بكر بجميع ماله علانية، وعمر بشطره علانية، ولكن أيهما أفضل ؟ الأصل أن الأفضل هو السر، لوجهين :
الوجه الأول : أنه أقرب إلى الإخلاص وعدم الرياء.
والثاني : أنه أنفع للفقير المتصدق عليه حتى لا يخجل بالمنة عليه ظاهرا، لكن إذا اقترن بالعلانية مصلحة صارت أفضل، فقد يعرض للمفضول ما يجعله فاضلا.
السائل : ... ؟
الشيخ : يدخل في هذا أن يعلنها ليقتدي بذلك غيره، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )، وهذا الحديث له وجهان :
الوجه الأول : أن تكون السنة قد نسيت فيحييها هذا الرجل، فيكون قد سن سنة حسنة، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه في قيام رمضان جماعة قال : ( نعم البدعة هي )، فهي ليست بدعة شرعية، لكن بدعة باعتبار أنها تركت ثم أعيدت.
والوجه الثاني : أن يكون المراد ( من سن سنة ) أي من تقدم وسبق إليها، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم ذكر هذا الحديث حين جاء رجل بصرة معه، فألقاها بين يدي النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )، وعليه فيبطل قول من يقول : إن السنن التي ترقق القلوب وتهيج الناس على العمل أنها سنة حسنة، كما يفعل بعض الصوفية، وبعض أهل الزهد، الذين يخرجون عن طور السنة، فهؤلاء لا يقال أنهم سنوا سنة حسنة، بل ابتدعوا بدعة ضلال.
الشيخ : باب : صدقة العلانية، ما عندي، وقوله ، قوله : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية )) ، قوله : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل )) الباء هنا للظرفية، كقوله تعالى : (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل )) يعني وفي الليل، (( سرا )) هذه مفعول مطلق ، أي ينفقون إنفاقا سرا، (( وعلانية )) جهرا، إلى قوله : (( ولا هم يحزنون ))، (( فلهم أجرهم )) أي ثوابهم، وسماه الله تعالى أجرا من باب المنة على هؤلاء، أنهم استحقوه كما يستحق العامل أجره على من عمل عنده، فلا خوف عليهم في المستقبل، ولا هم يحزنون في الماضي، العجب أن المؤلف رحمه الله ما ذكر أحاديث، مع أنه في أحاديث على شرطه، بل هو رواها أيضا، تكلم عليها الشارح؟
القارئ : قال : " سقطت هذه الترجمة للمستملي وثبتت للباقين، وبه جزم الاسماعيلي، ولم يثبت فيها لمن ثبتها حديث، وكأنه أشار إلى أنه لم يصح فيها شيء على شرطه ".
الشيخ : أقول قصة القوم الذين وفدوا من مضر، وأمر النبي صلّى الله عليه وسلم بالصدقة لهم، فأتى الناس بصدقاتهم علانية، وتصدق أبو بكر بجميع ماله علانية، وعمر بشطره علانية، ولكن أيهما أفضل ؟ الأصل أن الأفضل هو السر، لوجهين :
الوجه الأول : أنه أقرب إلى الإخلاص وعدم الرياء.
والثاني : أنه أنفع للفقير المتصدق عليه حتى لا يخجل بالمنة عليه ظاهرا، لكن إذا اقترن بالعلانية مصلحة صارت أفضل، فقد يعرض للمفضول ما يجعله فاضلا.
السائل : ... ؟
الشيخ : يدخل في هذا أن يعلنها ليقتدي بذلك غيره، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )، وهذا الحديث له وجهان :
الوجه الأول : أن تكون السنة قد نسيت فيحييها هذا الرجل، فيكون قد سن سنة حسنة، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه في قيام رمضان جماعة قال : ( نعم البدعة هي )، فهي ليست بدعة شرعية، لكن بدعة باعتبار أنها تركت ثم أعيدت.
والوجه الثاني : أن يكون المراد ( من سن سنة ) أي من تقدم وسبق إليها، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم ذكر هذا الحديث حين جاء رجل بصرة معه، فألقاها بين يدي النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )، وعليه فيبطل قول من يقول : إن السنن التي ترقق القلوب وتهيج الناس على العمل أنها سنة حسنة، كما يفعل بعض الصوفية، وبعض أهل الزهد، الذين يخرجون عن طور السنة، فهؤلاء لا يقال أنهم سنوا سنة حسنة، بل ابتدعوا بدعة ضلال.