حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عدل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) حفظ
القارئ : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ).
الشيخ : قوله صلّى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم ) هذا ليس على سبيل الحصر، بل هو ذكرهم في هذا الموضع سبعة، وقد يكون سواهم يظلهم الله في ظله، كما جاء في أحاديث أخرى ، ونظيره : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم )، مع أنه جاء ذلك الوعيد في غيره، فيكون النبي صلّى الله عليه وسلم أراد أن يحصر هذا العدد في هذا المكان فقط، وقوله صلّى الله عليه وسلم : ( يظلهم الله في ظله ) أي في الظل الذي يخلقه لهم، يتظللون به، وليس المراد بظل نفسه، لأنه جل وعلا نور ولا مثيل له، ولا يمكن أن تكون الشمس فوقه حتى يظل الناس عنها، وإنما هو ظل يخلقه الله عز وجل، كما جاء في الحديث : ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة )، في ذلك اليوم ، يوم القيامة، ما في ظل، لا أشجار ولا مغارات ولا حجر ولا شيء، ما في إلا الظل الذي هو من عند الله عز وجل، فيكون الإضافة هنا إضافة اختصاص لا إضافة صفة.
( يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ) وهذا من أصعب ما يكون.
بارك الله فيك العلماء يقولون :
إن من مذهب أهل السنة والجماعة أن لا يبحث عما جرى بين الصحابة، وهذا هو الحق، لأن هذه القضايا أحيانا لها ملابسات، ما ندري ما الذي حصل، فالسكوت عنهم هو الواجب، لا نقول : لماذا خرج عبد الله بن الزبير على بني معاوية ؟ ولا نقول : لماذا خرج فلان معاوية على علي ؟ وما أشبه ذلك، الواجب السكوت، ونقول : هذا صدر عن اجتهاد ، إن أصابوا فيه فلهم أجران، وإن أخطؤا فيه فلهم أجر، ثم الصحابة رضي الله عنهم ليسوا كمن بعدهم، الصحابة لهم من الحسنات والجهاد مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، ونشر الدين، ما لم يكن لغيرهم، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )، فالناصح لنفسه هو الذي يكف عما جرى، عما جرى بينهم، ويؤمن بأنه جرى عن اجتهاد، إن أصابوا فيه فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر.