تتمة فوائد حديث : ( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ) مع الشرح . حفظ
الشيخ : المشي إلى الصلاة كل خطوة فيها رفع درجة حط خطيئة، التشهد بعد الفراغ من الوضوء لتطهير الباطن كما طهروا الظاهر، كل هذا يدل على عناية الشرع بالصلاة وأنها مهمة ولا يوجد لها نظير في العبادات اعتنى بها الشرع كاعتنائه في الصلاة، إذن إذا كان قلبك معلقا بالمساجد إن خرجت صار القلب في المسجد وتحن إلى المسجد، وتنتظر بشغف حضور الصلاة الأخرى، فهذه من علامة التوفيق، وانظر إلى الفرق بين شاب ورجل، ليتبين لك أن الصفة الأخيرة .
( رجل قلبه ) يشمل الشاب والكبير، يأتي إن شاء الله البقية، والله يدلنا على ما فيه الخير.
القارئ : باب : الصدقة باليمين.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الزكاة من صحيحه في باب : الصدقة باليمين، حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى عن.
الشيخ : لا، قرأنا هذا الحديث، نكمل الشرح، وقفنا على قوله : ( ورجلان تحابا في الله )، رجلان تحابا في الله هما اثنان لكنهم من صنف واحد، فلا ينافي ذلك قوله : ( سبعة يظلهم الله )، لأنهما صنف واحد، ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )، يعني لم يحمل محبة بعضهم بعضا مال ولا جاه ولا مصاهرة ولا قرابة، وإنما الحامل هو أنهما أخوان في الله عز وجل.
( اجتمعا عليه ) في الدنيا ، ( وتفرقا عليه ) في الموت، بمعنى أن أخوتهما بقيت حتى تفرقا بالموت، هذان يظلهما الله في ظله يوم لا ظله، السادس أو الخامس.
الخامس : ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ) يعني دعته إلى نفسها تريد أن يطأها، وهي موصوفة بوصفين شريفين : الأول : أنها جميلة، والجميلة تدعو إليها النفس نعم الجميلة تطلبها النفس.
الثاني : أنها ذات منصب، يعني ذات شرف، ليست من الجواري التي تسيب في الأسواق، ولا يعرف من هي، بل هي ذات منصب وجمال، فالداعي إلى إجابتها موجود.
ومن المعلوم أن هناك شيئا ثالثا لا بد منه وهو أنها خالية لا يطلع عليها أحد، ولذلك قال في جوابها : ( إني أخاف الله عز وجل )، إذن المكان خالي أم فيه أحد ؟ خالي، ولا يحتمل أن يطلع عليهما أحد، لكن منعه خوف الله عز وجل، هذا ممن يظله الله في ظله يوم لا ظله، طيب، هل هو قادر على الجماع أو غير قادر ؟ قادر، الدليل قوله : ( إني أخاف الله )، يعني ما في موانع إطلاقا ، إلا خوف الله عز وجل، فالأسباب متوفرة والشروط تامة، لكن المانع وهو خوف الله منع عمل هذه الأسباب والشروط. السادس : ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )، تصدق بصدقة، هل هي واجبة أم غير واجبة ؟ عامة، واجبة أو غير واجبة، لكنه أخفاها، حتى لا تعلم الشمال ما تنفق اليمين، وهذه الجملة قيل إنها من باب المبالغة، أي أنه لو قدر أن يده اليسرى تعلم ما علمت من شدة إخفائه، وقيل المعنى : حتى لا يعلم من على شماله بما أنفقت يمينه، والأول أبلغ وهو ظاهر السياق.
السابع : ( رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )، خاليا يعني ليس حوله أحد حتى يقال : إن عينه فاضت مراءاة للناس، ويحتمل أن يكون المراد أيضا : خاليا من ذكر الدنيا وعلاقاتها، فقلبه صافي، ولما ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الحال فاضت عيناه، وهذا الذكر بالقلب أو باللسان ؟ بهما جميعا، قد يتفكر الإنسان مثلا، ويجيل خاطره في أسماء الله وصفات الله وآيات الله بدون أن يتلفظ بالذكر، فتدمع عينه، وقد يذكر الله عز وجل ويكون معه شيء من الانصراف، لكن لقوة الذكر على نفسه تفيض عيناه الشاهد من هذا الحديث : قوله : ( حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) فإن الصدقة كانت باليمين.