قراءة من الشرح . حفظ
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله : باب : المنان بما أعطى، لقوله تعالى : (( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى )) الآية، هذه الترجمة ثبتت في رواية الكشميهني وحده بغير حديث، وكأنه أشار إلى ما رواه مسلم من حديث ابي ذر مرفوعا : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ) ، المنان : الذي لا يعطي شيئا إلا منّ به، الحديث، ولما لم يكن على شرطه اقتصر على الإشارة إليه، ومناسبة الآية للترجمة واضحة من جهة أن النفقة في سبيل الله لما كان المانّ بها مذموما، كان ذم المعطي في غيرها من باب الأولى، قال القرطبي : المنّ غالبا يقع من البخيل والمعجب، فالبخيل تعظم في نفسه العطية، وإن كانت حقيرة في نفسها، والمعجب يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه منعم بماله على المعطي، وإن كان أفضل منه في نفس الأمر، وموجب ذلك كله الجهل، وينسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه، ولو نظر مصيره لعلم أن المنة للآخذ، لما يترتب عليه من الفوائد ".