قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله في باب : إذا تحولت الصدقة : " قوله : إذا تحولت الصدقة، في رواية أبي ذر : إذا حولت بضم أوله، أي فقد جاز للهاشمي تناولها، قوله : وحدثنا خالد، هو الحذاء، والإسناد كله بصريون . قوله : هل عندكم شيء، أي من الطعام، وقوله : نسيبة بالنون المهملة والموحدة، مصغر اسم أم عطية، قوله : من الشاة التي بعثت، بفتح المثناة أي بعثت بها أنت، قوله : بلغت محلها أي أنها لما تصرفت فيها بالهدية لصحة ملكها لها انتقلت عن حكم الصدقة فحلت محل الهدية، وكانت تحل لرسول الله صلّى الله عليه وسلم بخلاف الصدقة، كما سيأتي في الهبة، وهذا تقرير ابن بطال بعد أن ضبط محلها بفتح الحاء، وضبطه بعضهم بكسرها من الحلول أي بلغت مستقرها، والأولى أولى، وعليه عول البخاري بالترجمة، وهذا نظير قصة بريرة كما سيأتي بسطه في كتاب الهبة " .
الشيخ : انتهى ؟
القارئ : نعم.
الشيخ : الظاهر معنى بلغت محلها يعني أجزأت ، وملكتها نسيبة ، ثم تحولت بالهدية إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فتوافق قصة بريرة، في شيء ؟
القارئ : قال العيني رحمه الله : " قوله : فقد بلغت محلها بكسر الحاء أي موضع الحلول والاستقرار، يعني أنه قد حصل المقصود منها من ثواب التصدق، ثم صارت ملكا لمن وصلت إليه.
وقال ابن الجوزي : هذا مثل قوله صلّى الله عليه وسلم لبريرة : وعليها صدقة وهو لنا هدية "
.
الشيخ : الحمد لله النبي صلّى الله عليه وسلم لا تحل له صدقة التطوع ولا الزكاة، وتحل له الهدية، وآل النبي صلّى الله عليه وسلم ورضي عنهم لا تحل لهم الزكاة ، وتحل لهم الصدقة على القول الراجح، وقيل : لا تحل لهم، وغير آل النبي تحل لهم الزكاة والصدقة والهدية. والفرق واضح : أما النبي صلّى الله عليه وسلم فلأنه أجل وأعظم من أن يتلقى صدقات الناس، لكن الهدية تكون للإكرام وللتودد، ثم إن المتصدق يحس من نفسه أنه أعلى من المتصدق عليه، والمهدي بالعكس، يهدي ليتقرب من المهدى إليه، وتودد إليه، فبينهما فرق، وأما الزكاة فلانها أوساخ الناس، كما قال النبي صلّى الله عليه وسلم لعمه العباس، ( فلا تحل لآل محمّد )، والصدقة لحل لهم، وأما سائر الناس، فالأمر ظاهر أن الزكاة تحل لهم وكذلك الصدقة وكذلك الهدية.