حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( إن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف قال : أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن ).
الشيخ : ... أحسن.
القارئ : ( ومن يستعفف يعفُه ).
الشيخ : يعفّه ... .
القارئ : ( ومن يستعفف يعفّه الله ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ).
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه الاستعفاف عن المسألة واجب إلا عند الضرورة القصوى، وإلا فالواجب أن يستعف الإنسان عن المسألة، لأن المسألة ذل، وتعلق بغير الله عز وجل، واستعانة بغير الله، وما أكثر ندم الإنسان إذا ذكر يوما من الأيام أنه جاء يسأل إنسان لكن الرخصة جائزة، كل من جاز له شيء جاز له سؤاله، لكن كلما استعف الإنسان فهو أفضل وأرفع وأنزه. حتى لو فرض أنه لا يأكل في اليوم والليلة إلا وجبة واحدة، فلا يسأل، يبقى عزيزا، ولهذا امتدح الله تعالى هؤلاء في قوله : (( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا ))، وأما الذي يسأل تكثرا فإنه قد أتى الكبيرة، قال النبي صلّى الله عليه وسلم : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر ) ، لكن من سأل من بيت المال هل يدخل في هذا الحديث ؟ أو يقال بيت المال للمسلمين عموما ؟ وما سؤال الإنسان من بيت المال إلا تنبيه المسؤولين عن بيت المال بأنه من أهله، بأنه مستحق، ما تقولون ؟ مو بواضح، يعني إنسان مثلا يريد أن يسأل من بيت المال ترقية، ترقية وظيفة، الآن الذي عنده كافية وزيادة، لكن يريد ترقية، فهل له أن يسأل أو لا ؟ لأنه الآن إنما يسأل تكثرا في الواقع، ما هو للضرورة، ولا دفع حاجة ولكن تكثرا، هل يدخل في هذا الحديث : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا ) ؟ أو يقال : هذا تنبيه للمسؤولين على أنه مستحق ؟ الأول أقرب، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال لعمر : ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك ) .
طيب سؤال آخر، الحكومة توزع كتب لطلبة العلم، فهل إذا قدمت طلبا يكون من هذا النوع ؟ أو هذا تنبيه للحكومة بأنك من أهل الاستحقاق ؟ الثاني، هذا نعم، هذا الثاني، أنك من أهل الاستحقاق، الحكومة ما يدريها مثلا عن كل واحد أنه طالب علم مستحق ؟ فلا حرج أن تكتب بأني أنا مستحق لهذا الكتاب مثلا، لأن هذا تنبيه فقط، والمهم أنه كلما أمكنك ألا تسأل الناس شيئا فافعل، حتى أن النبي صلّى الله عليه وسلم بايع الصحابة على ألا يسألوا الناس شيئا، فكان الرجل يسقط عصاه من يده وهو على بعيره، فينزل ويأخذ العصا، ولا يقول للثاني : أعطني العصا، وجرب تجده عزة نفس، وعلو مكانة، واحترام من الناس، إذا كففت عنه، إلا فإنه حق لك تريد التنبيه عليه هذا شيء آخر، وفي هذا الحديث كرم النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قال : ( ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم )، اللهم صلّ وسلم عليه، لأنهم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، وقوله : ( من خير ) يعني من مال، كما في قول الله : (( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية ))، يعني مالا، وقال تعالى : (( وإنه لحب الخير لشديد ))، أي المال.
الشيخ : ... أحسن.
القارئ : ( ومن يستعفف يعفُه ).
الشيخ : يعفّه ... .
القارئ : ( ومن يستعفف يعفّه الله ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ).
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه الاستعفاف عن المسألة واجب إلا عند الضرورة القصوى، وإلا فالواجب أن يستعف الإنسان عن المسألة، لأن المسألة ذل، وتعلق بغير الله عز وجل، واستعانة بغير الله، وما أكثر ندم الإنسان إذا ذكر يوما من الأيام أنه جاء يسأل إنسان لكن الرخصة جائزة، كل من جاز له شيء جاز له سؤاله، لكن كلما استعف الإنسان فهو أفضل وأرفع وأنزه. حتى لو فرض أنه لا يأكل في اليوم والليلة إلا وجبة واحدة، فلا يسأل، يبقى عزيزا، ولهذا امتدح الله تعالى هؤلاء في قوله : (( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا ))، وأما الذي يسأل تكثرا فإنه قد أتى الكبيرة، قال النبي صلّى الله عليه وسلم : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر ) ، لكن من سأل من بيت المال هل يدخل في هذا الحديث ؟ أو يقال بيت المال للمسلمين عموما ؟ وما سؤال الإنسان من بيت المال إلا تنبيه المسؤولين عن بيت المال بأنه من أهله، بأنه مستحق، ما تقولون ؟ مو بواضح، يعني إنسان مثلا يريد أن يسأل من بيت المال ترقية، ترقية وظيفة، الآن الذي عنده كافية وزيادة، لكن يريد ترقية، فهل له أن يسأل أو لا ؟ لأنه الآن إنما يسأل تكثرا في الواقع، ما هو للضرورة، ولا دفع حاجة ولكن تكثرا، هل يدخل في هذا الحديث : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا ) ؟ أو يقال : هذا تنبيه للمسؤولين على أنه مستحق ؟ الأول أقرب، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال لعمر : ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك ) .
طيب سؤال آخر، الحكومة توزع كتب لطلبة العلم، فهل إذا قدمت طلبا يكون من هذا النوع ؟ أو هذا تنبيه للحكومة بأنك من أهل الاستحقاق ؟ الثاني، هذا نعم، هذا الثاني، أنك من أهل الاستحقاق، الحكومة ما يدريها مثلا عن كل واحد أنه طالب علم مستحق ؟ فلا حرج أن تكتب بأني أنا مستحق لهذا الكتاب مثلا، لأن هذا تنبيه فقط، والمهم أنه كلما أمكنك ألا تسأل الناس شيئا فافعل، حتى أن النبي صلّى الله عليه وسلم بايع الصحابة على ألا يسألوا الناس شيئا، فكان الرجل يسقط عصاه من يده وهو على بعيره، فينزل ويأخذ العصا، ولا يقول للثاني : أعطني العصا، وجرب تجده عزة نفس، وعلو مكانة، واحترام من الناس، إذا كففت عنه، إلا فإنه حق لك تريد التنبيه عليه هذا شيء آخر، وفي هذا الحديث كرم النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قال : ( ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم )، اللهم صلّ وسلم عليه، لأنهم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، وقوله : ( من خير ) يعني من مال، كما في قول الله : (( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية ))، يعني مالا، وقال تعالى : (( وإنه لحب الخير لشديد ))، أي المال.