حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن الزهري عن سالم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت عمر يقول ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني فقال خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك ) حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث عن يونس عن الزهري عن سالم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت عمر يقول : ( كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال : خذه، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك ).
الشيخ : ( غير مشرف ) يعني متطلع للشيء، ( ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك )، ولكن إذا قال قائل : إذا أخبر الرجل المستحق المسؤول عن العطاء، أخبره بحاله فقط دون أن يسأل، فهل يعتبر هذا من المسألة ؟
الجواب : لا، لا يعتبر من المسألة، وذلك لأن القائم على العطاء لا يمكن أن يعلم بكل أحد، لكن هل هو من الاستشراف ؟ نعم، هو من الاستشراف لكن لحاجة، وهو أهل لهذا، هل يقال في هذا الحديث أنه ينهى الإنسان عن طلب الترقية ؟ لأنها لا تأتي أحيانا تأتي بغير سؤال، لكن إذا كان لا تأتي إلا بسؤال، هل ينهى عنه مع عدم حاجته إليها ؟ الظاهر أنه ينهى عنها، لأنه داخل في الحديث. فيقال : اترك الطلب، إن قدر أن المسؤولين يرقونك لأنه مستحق فافعل، فخذ، وإلا فلا تفعل، هذا لا شك أنه من الورع، والبعد عن إرادة الدنيا، لا سيما إذا كان الإنسان يشغل منصبا دينيا.
السائل : إنسان مثلا يسأل ... ؟
الشيخ : إذا كان المقصود ... .
السائل : دراسة علمية ؟
الشيخ : لا، ما أظن ... ، لا سيما إذا كان هذا العلم الذي سأل الشفاعة به مما ينفع الأمة.
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم، نقول : إذا كنت بحاجة لا بأس، وإلا فدع.
السائل : أحسن الله إليك قد يرى الشخص من نفسه أنه أهل لهذا المنصب، وأن غيره لا يستحقه، وإذا وجد غيره في هذا المكان قد يعبث وقد يسيء للمسؤولين ؟
الشيخ : لا، ما قصدي الترقية بالنسبة للوظيفة، الترقية بالنسبة لاستحقاق الزيادة.
السائل : ... ؟
الشيخ : زيادة الراتب.
السائل : بالنسبة للوظائف؟
لشيخ : بالنسبة للوظائف عاد ينظر، إذا كان القائم على هذه الوظيفة ليس أهلا لها، إما في قوته أو أمانته، فلا بأس أن تسأل، كما قال يوسف للعزيز : اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم، لأن الذي كان على الخزينة، يعني مثل ما نقول نحن وزير المالية، كان مضيعا لها، فطلب يوسف أن يكون عليها.