فوائد حديث : ( أحد جبل يحبنا ونحبه ) . حفظ
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد كثيرة منها :
أن جواز تملك النساء الحدائق كالرجال، فالمرأة لها أن تكون حارثة، زارعة، ذات حديقة، ولا يعاب عليها هذا.
ومنها : جواز خرص الثمار، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم خرص عشرة أوسق، وعشرة أوسق كم من النصاب ؟
نصابان، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ).
وفيه دليل على أنه لا حرج على الإنسان أن يعرف هل وافق الصواب أو لم يوافقه، بدليل قول النبي صلّى الله عليه وسلم لهذه المرأة : ( أحصي ما يخرج منها )، ولما رجع سألها، فإذا عمل الإنسان عملا وأراد أن يتحقق من إصابته فلا حرج، كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلم .
وهل في قوله : ( أحصي ) إشكال ؟ لا، لأنه فعل أمر، والياء موجودة، لماذا ؟
السائل : ياء المخاطب.
الشيخ : لأن هذه ضمير، ياء المخاطب.
ومن فوائد هذا الحديث : ما ظهر من آية النبي صلّى الله عليه وسلم حيث أخبر أنها ستهب ريح شديدة فهبت.
ومنها : الإرشاد إلى أنه إذا عصفت الريح ألا يقوم الإنسان، بل يقعد أو ينبطح على الأرض، لأن ذلك أسلم.
ومنها : أن الذي قام احتملته الريح إلى جبل طيء، يعني حول حائل من تبوك، سبحان الله، مما يدل على أن هذه الريح قوية جدا، وأنها قوية باندفاع مضطرد، لأن الرياح تكون شديدة باندفاع لكن سرعان ما تهون ، لكن سبحان الله صارت باندفاع دائم مستمر.
ومن فوائد هذا الحديث أيضا : أنه ينبغي في حال الريح الشديدة أن تعقل الإبل، لئلا تنزعج فتقوم وتهرب، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( من كان معه بعير فليعقله ).
ومنها : قبول الهدية من أي إنسان أهداها، هو سواء كان في المصانعة ، أو من باب المودة، أو لغير ذلك، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قبل هدية من ؟ ملك أيلة.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز تعجل قائد القوم إلى البلد، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم أخبر أصحابه أنه متعجل، ومن أراد أن يتعجل معه فليتعجل.
ومن فوائد هذا الحديث : أن من أسماء المدينة ، زادها الله شرفا ، طابة، ومنها أيضا : طيبة، يقال طابة وطيبة، ومعناهما واحد.
ومن فوائد هذا الحديث : أن جبل أحد له شعور، وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( أحد جبل يحبنا ونحبه )، ومنها جواز التصغير للتمليح أو للعطف، إن كانت اللفظة محفوظة، وهو قوله : ( جبيل ).
ومن فوائد هذا الحديث : حسن رعاية النبي صلّى الله عليه وسلم لأصحابه، وذلك لقوله : ( ألا أخبركم بخير دور الأنصار ؟ ) قال هذا ورتبها هو صلّى الله عليه وسلم لينقطع النزاع، حتى لا يقول أحد : أنا خير منك، رتبها لئلا يكون نزاع، وأنتم تعرفون أنه ما زال الناس يتفاخرون بالأحساب والأنساب، فأراد النبي صلّى الله عليه وسلم أراد أن يقطع هذا، حيث رتبها هو صلّى الله عليه وسلم.
ومن فوائد هذا الحديث : أن خلق النبي صلّى الله عليه وسلم القرآن، يتأدب بآدابه، ويحذو حذوه، لأنه لما ذكر المفاضلة يبن دور الأنصار قال : ( وفي كل خير )، اقتداء بالقرآن الكريم، فإن الله سبحانه وتعالى قال : (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم على القاعدين درجة )) بعدها : (( وكلا وعد الله الحسنى ))، وقال جل وعلا : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )).
وهكذا ينبغي للإنسان إذا فاضل بين الناس بما يستحقونه من المزية، ألا يكسر قلب الآخر، ويبقي المفاضلة مفتوحة، بل يأتي بمعنى شامل يشمل الجميع، لئلا ينكسر قلب الآخر، ويكون ذلك أيضا يكون فيه تقليل من شأنه، فتأدب يا أخي بأدب القرآن، وأدب السنة في مثل هذه الأمور.
ولما خرج النبي صلّى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يترامون قال : ( ارموا بني اسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان )، قالوا : يا رسول الله، إذن ما نعمل ؟ ما دمت مع بني فلان لا أحد يغالبك، قال : ( ارموا وأنا معكم كلكم ) صلّى الله عليه وسلم.
فمثل هذه الأمور ينبغي للإنسان أن يلاحظها وأن يعرف أن النفوس قد تحمل الشيء على غير محمله، لأن هناك شيطان يؤزها ويحركها، فلاحظ هذه الأمور، فإن في ذلك خيرا كثيرا.
وفي هذا الرد على أولئك القوم الذين أنكروا أن يكون من صفات الله المحبة منه أو له، وعللوا بأن المحبة لا تكون إلا بين متناسبين، فيقال : هذا أحد جماد، يحبنا ونحبه.
وفيه أيضا رد لقول من قال : إن قوله تعالى : (( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه )) قالوا : لا إرادة للجدار، فنحن نقول : كيف لا إرادة للجدار، له إرادة، لكن إرادة كل شيء بحسبه، فإذا وجدنا الجدار مائلا عرفنا أنه يريد السقوط، وأي مانع من هذا ؟ أليس الله تعالى قال : (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ، (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ))، وهل تسبح السماوات والأرض إلا بإرادة ؟ لا يمكن إلا بإرادة.
أن جواز تملك النساء الحدائق كالرجال، فالمرأة لها أن تكون حارثة، زارعة، ذات حديقة، ولا يعاب عليها هذا.
ومنها : جواز خرص الثمار، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم خرص عشرة أوسق، وعشرة أوسق كم من النصاب ؟
نصابان، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ).
وفيه دليل على أنه لا حرج على الإنسان أن يعرف هل وافق الصواب أو لم يوافقه، بدليل قول النبي صلّى الله عليه وسلم لهذه المرأة : ( أحصي ما يخرج منها )، ولما رجع سألها، فإذا عمل الإنسان عملا وأراد أن يتحقق من إصابته فلا حرج، كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلم .
وهل في قوله : ( أحصي ) إشكال ؟ لا، لأنه فعل أمر، والياء موجودة، لماذا ؟
السائل : ياء المخاطب.
الشيخ : لأن هذه ضمير، ياء المخاطب.
ومن فوائد هذا الحديث : ما ظهر من آية النبي صلّى الله عليه وسلم حيث أخبر أنها ستهب ريح شديدة فهبت.
ومنها : الإرشاد إلى أنه إذا عصفت الريح ألا يقوم الإنسان، بل يقعد أو ينبطح على الأرض، لأن ذلك أسلم.
ومنها : أن الذي قام احتملته الريح إلى جبل طيء، يعني حول حائل من تبوك، سبحان الله، مما يدل على أن هذه الريح قوية جدا، وأنها قوية باندفاع مضطرد، لأن الرياح تكون شديدة باندفاع لكن سرعان ما تهون ، لكن سبحان الله صارت باندفاع دائم مستمر.
ومن فوائد هذا الحديث أيضا : أنه ينبغي في حال الريح الشديدة أن تعقل الإبل، لئلا تنزعج فتقوم وتهرب، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( من كان معه بعير فليعقله ).
ومنها : قبول الهدية من أي إنسان أهداها، هو سواء كان في المصانعة ، أو من باب المودة، أو لغير ذلك، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قبل هدية من ؟ ملك أيلة.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز تعجل قائد القوم إلى البلد، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم أخبر أصحابه أنه متعجل، ومن أراد أن يتعجل معه فليتعجل.
ومن فوائد هذا الحديث : أن من أسماء المدينة ، زادها الله شرفا ، طابة، ومنها أيضا : طيبة، يقال طابة وطيبة، ومعناهما واحد.
ومن فوائد هذا الحديث : أن جبل أحد له شعور، وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( أحد جبل يحبنا ونحبه )، ومنها جواز التصغير للتمليح أو للعطف، إن كانت اللفظة محفوظة، وهو قوله : ( جبيل ).
ومن فوائد هذا الحديث : حسن رعاية النبي صلّى الله عليه وسلم لأصحابه، وذلك لقوله : ( ألا أخبركم بخير دور الأنصار ؟ ) قال هذا ورتبها هو صلّى الله عليه وسلم لينقطع النزاع، حتى لا يقول أحد : أنا خير منك، رتبها لئلا يكون نزاع، وأنتم تعرفون أنه ما زال الناس يتفاخرون بالأحساب والأنساب، فأراد النبي صلّى الله عليه وسلم أراد أن يقطع هذا، حيث رتبها هو صلّى الله عليه وسلم.
ومن فوائد هذا الحديث : أن خلق النبي صلّى الله عليه وسلم القرآن، يتأدب بآدابه، ويحذو حذوه، لأنه لما ذكر المفاضلة يبن دور الأنصار قال : ( وفي كل خير )، اقتداء بالقرآن الكريم، فإن الله سبحانه وتعالى قال : (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم على القاعدين درجة )) بعدها : (( وكلا وعد الله الحسنى ))، وقال جل وعلا : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )).
وهكذا ينبغي للإنسان إذا فاضل بين الناس بما يستحقونه من المزية، ألا يكسر قلب الآخر، ويبقي المفاضلة مفتوحة، بل يأتي بمعنى شامل يشمل الجميع، لئلا ينكسر قلب الآخر، ويكون ذلك أيضا يكون فيه تقليل من شأنه، فتأدب يا أخي بأدب القرآن، وأدب السنة في مثل هذه الأمور.
ولما خرج النبي صلّى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يترامون قال : ( ارموا بني اسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان )، قالوا : يا رسول الله، إذن ما نعمل ؟ ما دمت مع بني فلان لا أحد يغالبك، قال : ( ارموا وأنا معكم كلكم ) صلّى الله عليه وسلم.
فمثل هذه الأمور ينبغي للإنسان أن يلاحظها وأن يعرف أن النفوس قد تحمل الشيء على غير محمله، لأن هناك شيطان يؤزها ويحركها، فلاحظ هذه الأمور، فإن في ذلك خيرا كثيرا.
وفي هذا الرد على أولئك القوم الذين أنكروا أن يكون من صفات الله المحبة منه أو له، وعللوا بأن المحبة لا تكون إلا بين متناسبين، فيقال : هذا أحد جماد، يحبنا ونحبه.
وفيه أيضا رد لقول من قال : إن قوله تعالى : (( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه )) قالوا : لا إرادة للجدار، فنحن نقول : كيف لا إرادة للجدار، له إرادة، لكن إرادة كل شيء بحسبه، فإذا وجدنا الجدار مائلا عرفنا أنه يريد السقوط، وأي مانع من هذا ؟ أليس الله تعالى قال : (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ، (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ))، وهل تسبح السماوات والأرض إلا بإرادة ؟ لا يمكن إلا بإرادة.