حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال ( استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأسد على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه ) حفظ
القارئ : حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا أبو أسامة قال : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه، عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: ( استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً ).
الشيخ : استعمل.
القارئ : ( استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية ).
الشيخ : اللتبية .
القارئ : ( يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه ).
الشيخ : قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : (( والعاملين عليها )) يعني الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها .
العامل عليها هو من ينصبه الإمام لقبض الزكاة وصرفها في أهلها ، فهم هيئة تابعة لولي الأمر ، تجوب البراري أو المزارع أو ما أشبه ذلك ،وتقبض الزكاة ممن هي عليه ، وتصرفها لمن هي له.
وأما الوكيل الخاص لشخص معين فليس من العاملين عليها ،كما لو أعطيت زكاتك لشخص وقلت : يا فلان خذ هذه فرقها ، فإنه لا يعد من العاملين عليها ، لأن هذا وكيل خاص ،بخلاف الذين وكلهم الامام ، ولهذا قال الله عز وجل : (( العاملين عليها )) وعلى هذه تفيد الولاية .
طيب العاملون فيها في الزكاة ؟ لا ، لا يستحقون الزكاة ، العامل فيها مثل الراعي والحالب وما أشبه ذلك ، هذا عامل فيها وليس عليها، فلا بد من ولاية.
وأما المحاسبة فنعم، يجب على الإمام أن يحاسب كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ابن اللتبية واسمه عبد الله ، أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لقبض الزكاة ، فلما رجع وحاسبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب الناس ، وقال : ( ما بال أحدكم ) أو ( ما بال الرجل نستعمله على عمل ، فيرجع ويقول : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، فهلّا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر ماذا يهدى له ) أو ( فينظر أيهدى له أم لا ) شوف التوبيخ الشديد، ( جلس في بيت أبيه وأمه )كأنه أنثى ، ( فينظر أيهدى له أم لا )، لأن هذا العامل أهدي له من أجل إيش ؟ من أجل أنه عامل ، ما أهدوا لكل واحد، فالإهداء عليه من قبل أنه ولي منصوب من أولي الأمر .
وحذّر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذلك ، وقال : ( إن هدايا العمال غلول ).