قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
القارئ : " قوله : باب الإهلال عند مسجد ذي الحليفة ، أي لمن حج من المدينة أورد فيه حديث سالم أيضاً عن أبيه في ذلك من وجهين وساقه بلفظ مالك وأما لفظ سفيان فأخرجه الحميدي في مسنده بلفظ : ( هذه البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد مسجد ذي الحليفة ) وأخرجه مسلم من طريق حاتم بن اسماعيل عن موسى بن عقبة بلفظ : كان ابن عمر إذا قيل له الإحرام من البيداء قال : ( البيداء التي تكذبون فيها إلى آخره ) إلا أنه قال : ( من عند الشجرة حين قام به بعيره ) وسيأتي للمصنف بعد أبواب ترجمة من أهل حين استوت به راحلته وأخرج فيه من طريق صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر قال : ( أهل النبي صلى الله عليه وسلم حين استوت به راحلته قائمة ) وكان ابن عمر ينكر على رواية ابن عباس الآتية بعد بابين بلفظ : ( ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهل ) وقد أزال الاشكال ما رواه أبو داوود والحاكم من طريق سعيد بن جبير قلت لان عباس : عجبت لاختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إهلاله فذكر الحديث وفيه : ( فلما صلى في مسجد ذي الحليفة ركعتين أوجب من مجلسه فأهل بالحج حين فرغ منها فسمع منه قوم فحفظوه ثم ركب فلما استقلت به راحلته أهل وأدرك ذلك منه قوم لم يشهدوه في المرة الأولى فسمعوه حين ذاك فقالوا : إنما أهل حين استقلت به راحلته ثم مضى فلما علا شرف البيداء أهل وأدرك ذلك قوم لم يشهدوه فأخذ كل أحد ما سمع وإنما كان إهلاله في مصلاه وأيم الله ثم أهل ثانياً وثالثاً ) ، وأخرجه الحاكم من وجه آخر من طريق عطاء عن ابن عباس نحوه دون القصة فعلى هذا فكان إنكار ابن عمر على من يخص الإهلال بالقيام على شرف البيداء وقد اتفق فقهاء الأمصار على جواز جميع ذلك وإنما الخلاف في الأفضل
فائدة : البيداء هذه فوق علمي ذي الحليفة لمن صعد من الوادي قاله أبو عبيد البكري وغيره "

الشيخ : هذا الجمع لا شك أنه جمع حسن يعني الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا منهم من قال : أهل في مصلاه حين صلى ومنهم من قال : حين قامت به ناقته ومنهم من قال : حين استوت به على البيداء يعني بعدما مشى وهذا الجمع الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما جمع حسن لا شك وعلى هذا فبأي هذه الأقاويل نأخذ ؟ بالأول أنه أهل من مصلاه ...