فوائد حديث أنس . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث عدة مسائل ذكرها الراوي منها أنه أحل بحج وعمرة أي قارناً قال الإمام أحمد رحمه الله : " لا أشك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارناً والمتعة أحب إليه " والأحاديث الواردة في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم مختلفة في اللفظ لكنها متفقة في المعنى وقد جمع بينها العلماء رحمهم الله قالوا : فالأحاديث التي فيها أنه أفرد يعني أنه فعل فعل المفرد لم يأت بعمرة مستقلة بينها وبين الحج إحلال ومن قال : إنه تمتع أراد أنه أجزأه ما يجزئ المتمتع من العمرة والحج في سفر واحد ومن قال : إنه كان قارناً فهذا هو الواقع أنه كان قارناً كما قال الإمام أحمد رحمه الله إمام أهل السنة : " لا أشك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حج قارناً والمتعة أحب إليه " والمتعة أن يحرم أولاً بالعمرة ويحل منها إحلالاً كاملاً ثم يحرم بالحج يوم التروية وهو الذي أشار إليه بقوله : ( فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم التروية أهلوا بالحج ) ومراده بالناس هنا الذين لم يسوقوا الهدي وأما الذين ساقوا الهدي فإنهم لم يحلوا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن معي الهدي لأحللت معكم ) ... في الحديث أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر بدنات بيده قياماً ولم يبين عددها لكن في صحيح مسلم من حديث جابر أن عددها كان ثلاثاً وستين بعيراً وكان الذي أهداه مئةً فنحر ثلاثاً وستين بعيراً وأعطى علي بن أبي طالب ونحر الباقي قال أهل العلم وفي هذا أمر لطيف وهو أنه كانت الإبل التي نحرها بقدر سنين عمره عليه الصلاة والسلام لأن عمره كان ثلاثاً وستين سنة وقوله قياماً هذا هو الأفضل في الإبل أن تنحر قياماً فإن لم يحسن كما هو حال غالب الجزارين ذبحها باركة مقيدة ، وقوله : ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كبشين أملحين يعني هذا في عيد الأضحى .