أن إقامة الدولة الإسلامية يكون بأمرين: العلم والعمل ( وهما التصفية والتربية ) حفظ
الشيخ : فإذا قامت نحن دعوتنا على أساسين على ركيزتين لا يمكن للعالم الإسلامي كله أن تقوم قاسمته وأن يعود إليه مجده الغابر وعزه الذي نتفاخر بأنه كان المسلمون وكانوا ثم ذلوا حتى احتل بعض البلاد أذل الأمم ألا وهم اليهود . الركيزتان اللتان لا بد منهما لإقامة الدولة المسلمة هو العلم (( فاعلم أنه لا إلا الله )) والثاني العمل (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله )) اليوم علم ما فيه وعمل للإسلام ما فيه وإذا عملت بالإسلام إما أن يكون عملك لا يوافق الإسلام وإما أن تخمد العمل بالإسلام لأن الشيء الأساسي هو أن نقيم الدولة المسلمة نحن نكني على هاتين الركيزين بالتصفية والتربية ، كثيرا ما نسمع من بعض الناس مع الأسف الشديد يقولون عن من ينهجون منهج السلف الصالح وقد ينتسبون اسما إليهم فيقولون عن أنفسهم نحن سلفيون أتباع السلف الصالح يقول ماذا قدم السلفيون لإقامة الدولة المسلمة ؟ أظن الجواب الآن عرفتموه لكننا نحن نعكس هذا السؤال ونقول ماذا قدم غير السلفيين ؟ ماذا قدم هؤلاء منذ سنيين طويلة ؟ تسأل أحدهم سؤالا شرعيا متناقلا متوارثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مؤاخذة وهذا امتحان لكم معشر الحاضرين أين الله ؟ فلا تسمع جوابا إلا من كان يعمل لإقامة الدولة المسلمة على ركيزتين اثنتين التصفية والتربية أما الذين يرفعون أصواتهم لإقامة الدولة المسلمة وقد يكون مضى عليهم قريبا من قرن من الزمان ثم ما استطاعوا أن يفعلوا شيئا هل يحسنون الإجابة عن هذا السؤال أين الله ، الله الذي قال الله في كتابه (( فاعلم أنه لا إلا الله )) أين الله ؟ ما تسمع منهم جوابا لا يدرون أين الله كيف هؤلاء يريدون أن يقيموا دولة الله إن صح التعبير وهم يجهلون الله أين هو أهو يعني مثل دودة الحرير في جحرها في ...أم هو في هذا الفراغ في هذا الهواء أم ماذا ؟ لا تسمع منه جوابا . فرحم الله أمير من أمراء دمشق يوم جرى نقاش في حضرته بين عالم سلفي كبير و بين ناس آخرين متأثرون بعلم الكلم حيث هؤلاء العلماء المتأثرون بعلم الكلام وإن شئت قلت بالاعتزال قالوا الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه هؤلاء علماء علماء الشام في زمانهم ينطقون بهذا الضلال المبين بحضرة أمير دمشق يومئذ وهم يجادلون رجلا يقول ربي الله ربي في السماء (( أأمنتم من في السماء )) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) لما سمعه الأمير والمفروض في الأمير أن يكون عاديا في أمره بالشرع يستعين بالعلماء لكنه عاقل فلما سمع علماء الكلام يقولون الله لا فوق لا تحت لا يمين ولا يسار لا أمام لا خلف لا داخل العالم لا خارجه ماذا قال الأمير ؟ قال " هؤلاء قوم أضاعوا ربهم " صدق هؤلاء قوم أضاعوا ربهم وأنا أعتقد ليس أولئك فقط أضاعوا ربهم بل جماهير الإسلاميين اليوم أضاعوا ربهم لماذا ؟ لأنهم لا يتفقون في كتاب الله ولا يتفقهون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما دراسات مكثفة وخفيفة وقليلة وليست مدعمة بالأدلة الشرعية وقد يتخرج الواحد منهم وهو لما يفهم بعد (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) لكن يلقي لك محاضرات وخطب طنانة ورنانة وبيهيّج النفوس فتكاد تراها الآن بدّنا نهجم على اليهود !! ثم كرغوة صابون . لو سألت هذا ومن خطبهم أين الله ما فيه جواب بينما جارية في عهد الرسول عليه السلام لأنها تخرجت من مدرسته بالتعبير العصري الموجود اليوم سألها الرسول عليه السلام هذا السؤال فأجابت بالجواب الإسلامي الصحيح .