باب : قول الله تعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ... )) حفظ
القارئ : باب قول الله تعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم )) الآية
الشيخ : ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب آيات فقط وكأنه لم يكن حديث على شرطه ، باب قوله تبارك وتعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامناً )) أي : واذكر إذ قال ، وإبراهيم : هو الخليل عليه الصلاة والسلام إمام الحنفاء (( رب اجعل هذا البلد ءامناً )) وهذا دعاء بعد أن تم البلد (( اجعل هذا البلد ءامناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) ، (( واجنبني )) اي اجعلني ابتعد أنا وبني عن عبادة الأصنام والأصنام كل ما عبد من دون الله فهو صنم سواء كان من حجر أو شجر أو قمر أو شمس أو غير ذلك ، وقوله : (( اجنبني وبني )) هل أجاب الله دعاءه ؟ نقول أما من جهة بنيه لصلبه فقد أجاب الله دعاءه وأما ذريته من بعد ذلك فإن منهم من عبد الأصنام فقريش تعبد الأصنام والله عز وجل حكيم يجيب بعض الدعوات دون بعض ويجيب في الدعوة الواحدة بعضها دون بعض ، (( رب إنهن أضللن كثيراً من الناس )) يعني الأصنام أضلت أي صارت سبباً لضلال كثير من الناس (( فمن تبعني فإنه مني )) لأنه إهتدى بهديه (( ومن عصاني فإنك غفور رحيم )) وهذه دعوة ابراهيم عليه الصلاة والسلام دعوة رؤوفة رحيمة لم يقل من عصاني فأنزل به بأسك قال (( فإنك غفور رحيم )) ليس على المعصية إلا إذا كانت المعصية دون الشرك فإن الله قد يغفرها أما الشرك فلا يغفر ولكن الدعاء بالمغفرة للمشرك يعني أن يوفق للإسلام والتوحيد فيغفر له ، (( ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع )) إلى آخره (( ربنا إني أسكنت )) أي جعلتهم يسكنون (( من ذريتي )) من هنا للتبعيض والمراد بهم إسماعيل وبنوه وأما إسحاق وبنوه ففي الشام (( من ذريتي بواد غير ذي زرع )) نعم بوادي لأن مكة شرفها الله وادي بين جبال (( غير ذي زرع )) يعني لا يزرع (( عند بيتك المحرم )) وهذا فضل للبيت أنه محرم يعني تحريم تعظيم فهو بمعنى محترم وقوله (( ربنا ليقموا الصلاة )) يعني أني أسكنتهم بهذا ليقيموا الصلاة وفيه دليل على أهمية الصلاة ولا سيما في مكة عند بيت الله الحرام (( فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم )) اجعل بمعنى صير وأفئدة مفعولها الأول ومفعولها الثاني تهوي إليهم أي تميل اليهم ، قال أفئدة من الناس ولم يقل أفئدة الناس لأن الحج لا يجب على كل أحد إنما يجب على من كان قادرا ، قال بعض العلماء لو قال أفئدة الناس تهوي إليهم وأجابها الله لوجب على جميع الناس أن يحجوا ، وفي هذا من المشقة ما هو ظاهر ولكن الله ألهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقول (( من الناس تهوي إليهم )) ، وهذا هو الواقع فما من مسلم مؤمن إلا وقلبه يميل إلى البيت الحرام ويود أن يحج كل عام وأن يعتمر كل شهر وهذا شيء ألقاه الله عز وجل في قلوب العباد ليس لأحد فيه صنع (( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )) أي اعطهم من الثمرات لعلهم يشكرون وقد أجاب الله تعالى دعوته فجعل أفئدة من الناس تهوي إليه ورزقهم من الثمرات كما قال عز وجل (( أولم نمكن لهم حرم آمناً )) كمل يا آدم (( يجبى إليهم ثمرات كل شيء رزقاً من لدن ولكن أكثرهم لا يعلمون )) ، نعم
الشيخ : ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب آيات فقط وكأنه لم يكن حديث على شرطه ، باب قوله تبارك وتعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامناً )) أي : واذكر إذ قال ، وإبراهيم : هو الخليل عليه الصلاة والسلام إمام الحنفاء (( رب اجعل هذا البلد ءامناً )) وهذا دعاء بعد أن تم البلد (( اجعل هذا البلد ءامناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) ، (( واجنبني )) اي اجعلني ابتعد أنا وبني عن عبادة الأصنام والأصنام كل ما عبد من دون الله فهو صنم سواء كان من حجر أو شجر أو قمر أو شمس أو غير ذلك ، وقوله : (( اجنبني وبني )) هل أجاب الله دعاءه ؟ نقول أما من جهة بنيه لصلبه فقد أجاب الله دعاءه وأما ذريته من بعد ذلك فإن منهم من عبد الأصنام فقريش تعبد الأصنام والله عز وجل حكيم يجيب بعض الدعوات دون بعض ويجيب في الدعوة الواحدة بعضها دون بعض ، (( رب إنهن أضللن كثيراً من الناس )) يعني الأصنام أضلت أي صارت سبباً لضلال كثير من الناس (( فمن تبعني فإنه مني )) لأنه إهتدى بهديه (( ومن عصاني فإنك غفور رحيم )) وهذه دعوة ابراهيم عليه الصلاة والسلام دعوة رؤوفة رحيمة لم يقل من عصاني فأنزل به بأسك قال (( فإنك غفور رحيم )) ليس على المعصية إلا إذا كانت المعصية دون الشرك فإن الله قد يغفرها أما الشرك فلا يغفر ولكن الدعاء بالمغفرة للمشرك يعني أن يوفق للإسلام والتوحيد فيغفر له ، (( ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع )) إلى آخره (( ربنا إني أسكنت )) أي جعلتهم يسكنون (( من ذريتي )) من هنا للتبعيض والمراد بهم إسماعيل وبنوه وأما إسحاق وبنوه ففي الشام (( من ذريتي بواد غير ذي زرع )) نعم بوادي لأن مكة شرفها الله وادي بين جبال (( غير ذي زرع )) يعني لا يزرع (( عند بيتك المحرم )) وهذا فضل للبيت أنه محرم يعني تحريم تعظيم فهو بمعنى محترم وقوله (( ربنا ليقموا الصلاة )) يعني أني أسكنتهم بهذا ليقيموا الصلاة وفيه دليل على أهمية الصلاة ولا سيما في مكة عند بيت الله الحرام (( فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم )) اجعل بمعنى صير وأفئدة مفعولها الأول ومفعولها الثاني تهوي إليهم أي تميل اليهم ، قال أفئدة من الناس ولم يقل أفئدة الناس لأن الحج لا يجب على كل أحد إنما يجب على من كان قادرا ، قال بعض العلماء لو قال أفئدة الناس تهوي إليهم وأجابها الله لوجب على جميع الناس أن يحجوا ، وفي هذا من المشقة ما هو ظاهر ولكن الله ألهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقول (( من الناس تهوي إليهم )) ، وهذا هو الواقع فما من مسلم مؤمن إلا وقلبه يميل إلى البيت الحرام ويود أن يحج كل عام وأن يعتمر كل شهر وهذا شيء ألقاه الله عز وجل في قلوب العباد ليس لأحد فيه صنع (( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )) أي اعطهم من الثمرات لعلهم يشكرون وقد أجاب الله تعالى دعوته فجعل أفئدة من الناس تهوي إليه ورزقهم من الثمرات كما قال عز وجل (( أولم نمكن لهم حرم آمناً )) كمل يا آدم (( يجبى إليهم ثمرات كل شيء رزقاً من لدن ولكن أكثرهم لا يعلمون )) ، نعم