فوائد حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بين العمودين اليمانيين . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث أغلق على نفسه ومعه أسامة وبلال أما عثمان بن طلحة فهذا لأنه من سدنة البيت أسامة بن زيد مولى وبلال مولى أيضاً أما قصد المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا ينبني على أن ما فعله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتفاقاً هل يُستن به فيه أو لا ؟ فابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه يرى أنه يُستن به فيه ولكن ابن عمر رضي الله عنه خالف في فعله هذا سائر الصحابة ، فالصحابة يرون أن ما وقع اتفاقاً بلا قصد ليس بمشروع ولا شك أن هذا هو الصواب ولكن محبة القلب للنبي صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى أن الإنسان يقتدي به حتى في هذا الأمر لا تعبداً ولكن من أجل إيش ؟ قوة المحبة وهذا مسلم ، ولذلك لو قال لنا قائل هل تتبع الدباء في الطعام هل هو سنة أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشتهيه ويتتبعه ؟ الجواب الثاني لكن لو أن إنساناً من شدة محبته للرسول صلى الله عليه وسلم رأى أن يتأسى به حتى في هذه الحال لا تعبداً فلا حرج وتكون العبادة في هذه الحال هي عبادة المحبة لا عبادة التأسي بالفعل ، نعم ، انتبه لهذا الفرق لأن كثيراً من الناس يختلط عليه الأمر فنقول : ما فعله اتفاقاً أو لشهوة نفسية فقط هذا ليس بسنة ولكن من كان محباً للرسول صلى الله عليه وسلم محبة تامة وأحب أن يتأسى به في هذا لا تعبداً ولكن من قوة المحبة فهذا إيش ؟ لا بأس به ويثاب على المحبة لا على التأسي .