فوائد حديث سقيا النبي صلى الله عليه وسلم . حفظ
الشيخ : في هذا فوائد : أولاً : منها جواز طلب الماء يعني جواز طلب الاستسقاء ولا يُعد هذا من المسألة المذمومة لأنه جرى به العرف أنه أمر يسير وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استسقى أي طلب السقيا ، ومنها تعظيم العباس رضي الله عنه وهو عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لأنه أي العباس تابع له ، فإمامه هو ابن أخيه ، ومنها أنه لا ينبغي للإنسان أن يستنكف عن ما شرب الناس به ، لأن فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة بمعنى أنه يدل على أنه لا ينبغي للإنسان الاستنكاف وأن يقول لا أشرب من الكأس الذي شرب منه الناس ولا أشرب من الكأس الذي يضع الناس فيه أيديهم وما أشبه ذلك ، وهذا لا شك أنه أنفع بكثير وأصح ، لأن الأطباء قالوا إن الإنسان إذا تحرز من كل شيء في مأكله ومشربه لم يكن عنده المناعة لاستقبال الجراثيم وغيرها ، وإذا كان لا يهمه فإنه يكون عنده مناعة ، ولهذا سمعت أنه في الدول المتقدمة في دنياها بدؤوا بدلاً من المناشف هذه بدؤوا يتمسحون بالمناشف التي يتمسح منها كل الناس ويقولون إن هذا أولى لما في ذلك من المقاومة ، وهذا ليس ببعيد لأن الداء الباطني كالداء الظاهري ، فالإنسان إذا عود قدميه على الممشى على الحصى والجنادل صارت أقوى مما لو عودها على لباس الكندرة وما أشبه ذلك ، ولهذا تجد الذي يعتاد الكنادر تجده جلده رهيفاً ما يستطيع أن يمشي على الأرض ولو مسفلتة ، ومن فوائد هذا الحديث جواز تخزين ماء زمزم لأن العباس طلب من الفضل أن يأتي بماء من عندها ، وهذا يدل على أنه كان عندهم ماء يخزنونه في بيوتهم ، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى المستقبل وليس ممن ينظر إلى الحاضر بدليل أنه كان يرغب أن يشارك في السقاية ولكن يخشى أن يغلب الناس بني العباس على سقايتهم ، لماذا ؟ لأنهم يقتدون به ويريدون أن يفعلوا فعله وحينئذٍ يحولون بين بني المطلب وسقايتهم ، وهكذا ينبغي للإنسان طالب العلم أن يكون له نظرة بعيدة وأن لا يزن الأمور بالحاضر ، بمعنى أن لا يُفتي في شيء يكون يترتب عليه أشياء ضارة حتى وإن كانت لا تظهر في الوقت الحاضر لكن في المستقبل ، نعم